طارق الشناوي : احذروا «الفناكيش».. «في النت سُم قاتل»!

مقالات

طارق الشناوي : احذروا «الفناكيش».. «في النت سُم قاتل»!

كتب: طارق الشناوي

كل يوم نفاجأ بقصة وهمية تنتشر على «النت»، الجميع تحت مرمى هذه الحكايات المختلقة، سواء رحلوا عن عالمنا أم لا يزالون أحياء يرزقون ويبدعون.

أم كلثوم وعبدالوهاب وسعاد حسني ورشدي أباظة وتحية كاريوكا وصباح وفيروز وعادل إمام وغيرهم، تعرضوا للكثير منها.

تقولون مثلًا نلجأ لسلاح التكذيب، إلا أن السؤال الذي أطلب منكم مراجعته، هل تموت الشائعة بمجرد تكذيبها، أم أن التكذيب أحيانًا يزيدها اشتعالًا ويعيدها للحياة مجددًا؟
مثلًا عدد من المواقع يردد أن المطربة الكبيرة وردة بعد طلاقها من بليغ سألوها: إيه إللى حصل مع بليغ؟
فأجابت مين بليغ، معرفش واحد بالاسم ده، فقرر بليغ أن يكتب ويلحن أغنية «كان يا ما كان» لميادة الحناوي، حتى ينتقم منها على طريقة «السلام إلك يا جارة».

وكلمات الاغنية تشير بذلك: «حبيبي يا أنا/ يا أغلى من عنية/ نسيت مين أنا / أنا الحب اللي كان/ اللي نسيته قوام/ من قبل الأوان/ ونسيت اسمي كمان/ نسيت يا سلام/ على غدر الإنسان».

من يعرف وردة، وكاتب هذه السطور، يقر بأنه يعرف وردة وبليغ، لا يمكن لوردة أن تهين أحدًا، فما بالكم بإنسان ارتبطت به وأحبته وتزوجته، إلا أن هناك حكايات يتم اختلاقها، وتجد مع الأسف من يصدقها ويكتب لها الذيوع والانتشار.

لديكم مثلًا الصراع بين أم كلثوم وجيهان السادات، كان يتم تداوله همسًا في زمن السادات، وبعد رحيله تحول إلى العلن، أنكرته السيدة جيهان السادات، أكثر من مرة، ورغم ذلك لا يزال محتفظًا بمذاق الحقيقة.

عند رحيل عبد الناصر عام 1970، توقع كُثر حدوث هذا النزاع بين قوتين متعارضتين، أم كلثوم التي لم تحمل فقط لقب «سيدة الغناء العربي»، ولكنها أيضًا كانت أهم عناوين مصر الناعمة، مواقفها الوطنية والقومية وضعتها في مكانة استثنائية، عبدالناصر أحد كبار عشاق صوتها، وكثيرًا ما كان يذهب إلى حفلاتها التي كانت تقيمها الخميس الأول من كل شهر.

السادات أيضًا كان من عشاق صوت أم كلثوم، إلا أن الأقدار جعلتها في الذاكرة الجمعية مرتبطة أكثر بعبدالناصر، إنها الاسم الأول والأهم الذي غنى في العديد من البلاد العربية والأجنبية لدعم المجهود الحربي، وكثيرًا ما رددت في أغانيها اسم «ناصر».

تعددت الشائعات عن توتر العلاقة بين «الست» أم كلثوم و«السيدة الأولى» جيهان السادات، مثل إن أم كلثوم قالت لجيهان في أول لقاء جمع بينهما بعد أن تولى السادات مقاليد الحكم: «سلمي على أبوالأنوار»، ردت عليها جيهان قائلة: «اسمه السيد الرئيس أنور السادات»، ورغم أن جيهان كثيرًا ما كذبت تلك الشائعة، إلا أن الناس كالعادة كذبت التكذيب، ولا تزال تردد تلك الحكاية المختلقة!

قالوا مثلًا إن أم كلثوم غنت هذا المقطع في قصيدة الأطلال عام 1966 «اعطني حريتي أطلق يديا»، كانت توجه رسالة لعبدالناصر، من أجل أن تدفعه للإفراج عن الكاتب الصحفي مصطفى أمين، الذي لفقوا له تهمة التخابر مع الولايات المتحدة الأمريكية.

لم يسأل أحد هل تجرؤ أم كلثوم مهما بلغ حب عبدالناصر لصوتها أن تهاجمه على الملأ؟

إنه الخيال المريض الذي دفعهم أيضًا إلى أن ينشروا شائعة تؤكد أن زوجها دكتور حسن الحفناوي أثناء أحد المشادات الزوجية صفعها على وجهها، وعلى الفور اتصلت بجمال عبدالناصر الذي عنفه بقوة، بل هدده بإلقاء القبض عليه لو كرر ممارسة أي عنف ضدها.

هذه أيضًا أحد «الفناكيش» والأكاذيب.. أحذركم «في النت سُم قاتل»!