طارق الشناوي: عندما يُصبح الخطأ هو عين الصواب!!

مقالات

طارق الشناوي: عندما يُصبح الخطأ هو عين الصواب!!

بقلم : طارق الشناوي

كان الشاعر الغنائي حسين السيد بين الحين والآخر يشارك في بناء وبيع العقارات، وفي إحدى زياراته للعمارة التي يجري بناؤها، وكان بصحبة صديق عمره موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب، وجد العمال متوقفين عن استكمال البناء، بحجة أن المبلغ الذي رصده قد انتهى ولم يتمكنوا من شراء الرمل والأسمنت والحديد المسلح، صرخ حسين السيد غاضبًا «توبة توبة»، واعتبرها غلطة لن يكررها، وحاول عبدالوهاب تهدئته، وفي البيت رن جرس التليفون، وقال له عبدالوهاب، «توبة توبة» مدخل حلو قوي يا حسين كملها، حتى ألحنها، فصارت واحدة من أشهر أغاني عبدالحليم.

الموسيقار محمود الشريف أقام دعوى قضائية ضد الإذاعة المصرية في الخمسينيات لأنهم بسبب خطأ في المونتاج يذيعون الجزء الأول فقط من أغنية ليلى مراد «من بعيد يا حبيبي بسلم»، إلا أنه وبسبب عدم اكتمالها اعتبر الموسيقار محمد عبدالوهاب والكاتب إحسان عبدالقدوس أن الأغنية حققت إنجازًا موسيقيًا، وتراجع الشريف بعدها عن إقامة الدعوى القضائية.

قال لي محمد صبحي إنه ذهب مع رفيق الرحلة الكاتب لينين الرملي إلى محمد عوض، وكان في السبعينيات أحد أهم نجوم الكوميديا، ليتفقا معه على بطولة مسرحية «انتهى الدرس يا غبي»، كان صبحي سيؤدي دورًا ثانويًا بجوار عوض، إلا أن عوض اعترض على الفصل الثالث، بينما رفض لينين إجراء أي تغيير، وأسند المخرج الدور لصبحي، وتم تدشينه بعدها نجمًا جماهيريًا، ذهب عوض لمشاهدة العرض وصعد لتحية الأبطال، وعلى المسرح طلب الكلمة، قال للجمهور مازحًا أعترف لكم أنني طلعت «….»!!.

فيلم «سواق الأتوبيس»، كتب القصة محمد خان إلا أنه بعد أن قرأ سيناريو بشير الديك، لم يتحمس لإخراجه، وتم ترشيح خيري بشارة الذي قال إنه ميلودرامي زاعق، وجاء الفيلم إلى عاطف الطيب لإنقاذ الموقف، فكان هو الأهم في حقبة الثمانينيات.

عندما استمع محمد رشدي إلى لحن «بهية» اعتذر لبليغ حمدي، قائلًا غنيت لـ«وهيبة» و«عدوية» و«نجاة» و«نواعم» وغيرهن، وأخجل أن أضيف لهن «بهية»، فكانت من نصيب منافسه التقليدي محمد العزبي، لتصبح أشهر أغانيه، وعندما سألوا عبدالحليم عن الأغنية، قال لو عُرضت علىّ لقدمتها فورًا، بينما محمد رشدي اعتبرها غلطة، ولكنه أضاف النجاح رزق يستحقه العزبي.

تخوف عادل إمام كثيرًا من أداء دور «الشيخ حسني» الكفيف في فيلم «الكيت كات» إخراج داود عبدالسيد، وذهب الفيلم إلى محمود عبدالعزيز، وقال عادل إمام بعد النجاح الجماهيري والنقدي للفيلم إنها بالفعل شخصية درامية رائعة، وأثنى أيضًا على أداء منافسه محمود عبدالعزيز.

وكانت تلك أهم غلطة سينمائية ارتكبها عادل ليقتنصها محمود، بينما أكبر غلطة ارتكبتها نجاة، عندما طلبت من الشاعر مأمون الشناوي والملحن بليغ حمدي تغيير مقطع في «بعيد عنك»، وعلى الفور قدما الأغنية لأم كلثوم؛ لتصبح واحدة من أكثر خمس أغنيات على خريطة «الست» تحقق رواجًا جماهيريًا، أخطأت نجاة لأنها أصرت على التغيير، وأصابت «أم كلثوم» لأنها بذكاء لم تشعر بحرج أن تقدم أغنية رفضتها «نجاة»!!.