الجمهور يغير مفاهيم شباك تذاكر عام 2023.
تعمل استديوهات أفلام هوليوود وفق الحكمة التقليدية ــ مفاهيم راسخة مبنية على الخبرة، حول أنواع الأفلام التي من المرجح أن تتصدر شباك التذاكر العالمي.
ولكن هذا العام، قلب الجمهور العديد من تلك القواعد المزعومة رأسًا على عقب، حيث كان يُنظر إلى الأبطال الخارقين على أنهم الطريقة الأكثر موثوقية لملء المقاعد في صالات السينما. لكن شخصيات مثل Captain Marvel، وFlash، وAnt-Man، وShazam، وBlue Beetle، فشلت في إثارة إعجاب رواد السينما.
وخلال عطلة نهاية هذا الأسبوع، حقق فيلم Aquaman and the Lost Kingdom، الذي كلف إنتاجه أكثر من 200 مليون دولار وعشرات الملايين الأخرى للتسويق، إيرادات كارثية بلغت 28 مليون دولار في الولايات المتحدة وكندا. فيما حقق في الخارج 80 مليون دولار أخرى.
وبنظرة متأنية، كان أكبر الأفلام لهذا العام في شباك التذاكر، “باربي”، الذي حقق 1.44 مليار دولار من مبيعات التذاكر في جميع أنحاء العالم، من إخراج امرأة، استنادًا إلى لعبة أنثوية للغاية ومطلية باللون الوردي – وهي مكونات تمتلكها معظم الاستوديوهات.
يُنظر إليه منذ فترة طويلة على أنه يحد من جاذبية الجمهور. هناك مبدأ قديم في صناعة السينما يقول إن النساء يذهبن إلى فيلم “الرجال” ولكن ليس العكس.
وجمع فيلم The Super Mario Bros. Movie مبلغ 1.36 مليار دولار، وهي نتيجة المركز الثاني التي أذهلت هوليوود أيضًا. تتمتع الاستوديوهات بتاريخ مضطرب في تعديلات أفلام الألعاب.
وجاء فيلم “أوبنهايمر”، وهو فيلم درامي مدته ثلاث ساعات عن عالم فيزياء، في المركز الثالث محققا 952 مليون دولار، وهو ما يتناقض مع الاعتقاد السائد بأن الأفلام المخصصة للبالغين غير قابلة للتطبيق في دور العرض في عصر البث المباشر.
من دون شك، التغيير يجري على قدم وساق، فالجمهور في مزاج مختلف، وصحيج مررنا بسبع سنوات من السياسات المثيرة للانقسام، وجائحة خطيرة، وحربين خطيرتين، وتغير المناخ والتضخم. لكن يبدو أن رواد السينما أقل اهتمامًا بالانغماس في المشهد وإنقاذ الكون من التحدث إليهم والترفيه والإلهام.
وتقع أكبر مفاجآت شباك التذاكر لهذا العام من خلال فيلم “صوت الحرية”، دراما الجريمة التي كلفت إنتاجها 15 مليون دولار، واستهدفت جمهور اليمين المتطرف الذي تجاهلته هوليوود إلى حد كبير، وحققت 248 مليون دولار من مبيعات التذاكر، على قدم المساواة مع “The Eras Tour” الذي استهدف تايلور. معجبو Swift وتكلف أيضًا حوالي 15 مليون دولار.
ومن المتوقع أن تتجاوز مبيعات التذاكر في جميع أنحاء العالم 33 مليار دولار، أي بزيادة قدرها 27 بالمائة، ويرجع ذلك جزئيًا إلى الزيادة في أمريكا اللاتينية. (قبل الوباء، تجاوزت مبيعات التذاكر في جميع أنحاء العالم بسهولة 40 مليار دولار سنوياً).
ومن المتوقع أيضاً، أن يتوقف صعود هوليوود من الوباء في عام 2024. ومع وجود عدد أقل من الأفلام المقرر إصدارها – تعطلت خطوط إنتاج الاستوديوهات بسبب الإضرابات الأخيرة – سيساهم ذلك في انخفاض مبيعات التذاكر بنسبة 5 إلى 11 بالمائة العام المقبل.
