عطل غير مسبوق وخسائر بمليارات الدولارات فى دقائق .. ماذا فعلت مايكروسوفت بالعالم؟

علوم و تكنولوجيا

عطل غير مسبوق وخسائر بمليارات الدولارات فى دقائق .. ماذا فعلت مايكروسوفت بالعالم؟

حدث عطل غير متوقع وغير مسبوق بالمرة، أصاب العالم بحالة من الفوضى، اصابت شركات الطيران والبنوك وايضا وسائل الإعلام، والسبب خلل تقني أصاب شركة “مايكروسوفت” بعد تضرر خدمات شركة “كراود سترايك” المزود الاساسى لخدمات الأمن السيبراني.

ما القصة؟

يرجع بداية الأزمة والخلل إلى تحديث برمجي أمني قامت باجرائه شركة الأمن السيبراني الأمريكية “كراود سترايك” مما تسبب ذلك في عطل بنظام التشغيل “ويندوز” الخاص بـ “مايكروسوفت، وفق تصريحات خبراء في مجال التكنولوجيا إلى صحيفة ” وول ستريت جورنال”.

فقد تعرضت أسهم الشركتين اللتين أصابتا العالم بشلل إلى خسائر فادحة وصلت إلى عشرات المليارات من الدولارات تبعا لبيانات بورصة نيويوروك في جلسة قبل الافتتاح.

حيث اوضحت شركة “كراود سترايك” الأمريكية في بيان مقتضب، إنها تعلم بالعطل الذي ضرب نظام التشغيل windows من Microsoft، موضحة ايضا أنها بدأت بالفعل حل المشكلة وإرسال تحديثات بامكانهم من خلالها استعادة الخدمة.

وعندما نتحدث عن”مايكروسوفت” أعلنت ، أن غالبية خدماتها السحابية بدأت تعود بالتدريج للعمل بصورة طبيعية، بعد الخلل العالمي الذي واجهته في وقت مبكر ، موضحة أن الخلل أدى إلى فشل في عمليات إدارة بعض خدماتها والاتصال أو توفر الخدمات. كما أشارت إلى أن مجموعة صغيرة من خدماتها لاتزال متأثرة وقد جار العمل على حلها.

المشكلة في “الكلود سيرفس”

حيث قال خبير أمن المعلومات، محمد عبد الفتاح، إن المشكلة في الأساس ترجع إلى الاعتماد بشكل كلي على “الكلود سيرفس” ولابد من وجود نظام عالمي متكامل لتقديم الخدمات يكون له بديل في حالة حدوث عطل أو مشكلة لتفادي الخسائر.

وأوضح عبدالفتاح إلى أن المطارات العالمية والمستشفيات والمنظمات الدولية التي لها علاقة بالألعاب الإلكترونية والبورصات تعرضت لخسائر بمليارات الدولارات.

وعندما نتحدثعن  أحقية مطالبة تلك المؤسسات التي تعرضت إلى خسائر بتعويض من “مايكروسوفت” و”كراود سترايك” قال إن العقد الذي يضمن حقوق الطرفين هو الذي يحدد ذلك فإذا كان هناك نص يقول أن نسبة الخسائر 0% فإن المؤسسة يحق لها طلب تعويض.

حيث قال سكرتير شعبة الاتصال الاتحاد العام للغرف التجارية وخبير تكنولوجيا المعلومات، تامر محمد، إنه حتى هذه اللحظة لم تصدر مايكروسوفت أي بيانات لتوضيح سبب المشكلة أو العطل، والأسباب المتداولة هي وجود هجوم سيراني أو عطل فني أن تحديث ما في النظام.

ماذا عن التعويضات؟

وقال مضيفا، أن شركة مايكروسوفت يجب أن تصدر بيان توضيحي تبعا للقوانين الأوروبية، كى لا تتعرض لغرامات وخسائر فادحة، منوها إلى أن مصر بعيدة عن الأزمة تماما وهناك توجهات لإنشاء مراكز بيانات ضخمة، للخروج من أزمة المعادلة.

حيث أكد ايضا أن الشركات التي تعرضت إلى خسائر تستحق تعويضات من الشركات التي تسببت في العطل، كمان أن العملاء والمسافرين الذين تعطلت رحلات الطيران الخاصة بهم يحق لهم طلب تعويض من الشركات

خسائر بالمليارات

فقد تكبّدت شركات الطيران والبنوك ووسائل الإعلام نتائج ما حدث لـ مايكروسوفت وكراود سترايك، حيث طلبت هيئة الطيران الأمريكية، من كل الرحلات الجوية، الهبوط بسبب خلل تقني بالحواسيب، وأكدت ايضا وكالة الأنباء الفرنسية، أنه تم تعليق الرحلات الجوية في مطار برلين نظرا لحدوق مشكلة فنية.

وقالت رويترز إن الأزمة أدت إلى تعطل تداول النفط والغاز في لندن وسنغافورة، كما توقف العمل في النظام الطبي في بريطانيا نظرا لمشاكل في أنظمة العمل، بالتزامن مع إعلان قناة سكاي نيوز البريطانية التوقف عن البث المباشر.

و من جانبها، قالت الخطوط الجوية التركية امس، إنها تواجه مشكلات في أنظمة الحجز وتسجيل وصول الركاب وإصدار التذاكر، وذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن أجهزة الكمبيوتر والخوادم قد تعطلت في وزارة الصحة ومستشفى شيبا وصندوق المرضى “كلاليت”.

و عند اول تعليق من وزارة الطيران المدني قال مصدر مسؤول إن الخلل التقني الذي أصاب العالم اليوم بسبب عطل واجه شركة الأمن السيبراني لم يؤثر نهائيًا على حركة الطيران في مصر، لافتا إلى أن عطل “مايكروسوفت” في سيرفرات له علاقة بأوروبا فقط، ومصر لم تتأثر به على الإطلاق.

خلية أزمة

وقد أكدت الوزارة في بيان لاحق لها أن كافة المطارات المصرية تعمل بشكل طبيعي حتى الآن، ولم تتأثر أي رحلات مغادرة من الأراضي المصرية طبقًا لجدول تشغيل الرحلات المقررة لها، وسوف يتم الإعلان عن أى مستجدات للموقف بشكل مستمر.

ونزل قرار رئيس مجلس الوزراء، مصطفى مدبولي، بتشكيل خلية أزمة من الوزارات والجهات المعنية للوقوف على تأثيرات وتداعيات تلك الأزمة والتعامل معها.

واضاف مدبولي، الأعطال التقنية العالمية التي تسببت في مشاكل أثرت على عدد من البلدان بما في ذلك المطارات وشركات الطيران ووسائل الإعلام والبنوك.