د. هيثم بدران : حلم الرشاقة

مقالات

د. هيثم بدران : حلم الرشاقة.

الرشاقة والقوام المتسق الممشوق هو حلم يراود كل بنات حواء من دون استثناء، وهو حق أصيل لهن زيادة الوزن لها دور سلبي في صحة الإنسان بصفة عامة، وعلى السيدات اللاتي في فترة الخصوبة بصفة خاصة، إذ إن الوزن الزائد قد يؤدي إلى خلل في ميزان الهرمونات، مما ينتج عنه اضطرابات الدورة الشهرية، وظهور متلازمة تكيس المبايض عند بعض السيدات. ينتج عن ذلك تأخر الحمل عند بعض السيدات، واللاتي قد يجدن صعوبة في عملية تنشيط التبويض، وذلك يسبب لهم كثيراً من القلق الذي بدوره يقلل أيضاً من فرص حدوث الحمل.

طبيعي مع الحمل يحدث زيادة في الوزن في حدود ١٠ – ١٥ كجم. بداية الحمل في وجود وزن زائد له بعض الآثار السلبية سواء على الأم أو الجنين. مبدئياً الوزن الزائد قد يؤدي لحدوث الإجهاض في بعض الحالات، نتيجة خلل الهرمونات الذي ذكرناه من قبل. قد تتعرض الأم لبعض الأمراض، مثل ارتفاع ضغط الدم والإصابة بداء السكري، إضافة إلى الضغط على العمود الفقري والمفاصل. قد تتعرض الأم للولادة المبكرة أو لولادة جنين ناقص النمو. أيضاً زيادة الوزن قد تؤثر في عملية الولادة، وقد تزيد من نسبة حدوث المضاعفات الجراحية.

إذن ما الحل؟
دعونا نتفق أنه لا يوجد حل سحري لنزول الوزن، يجب أن لا ننساق وراء وهم إن هناك دواء يمكن تناوله، فنستمتع بالقوام الممشوق دون أي مجهود، وإلا ما كنّا رأينا أي إنسان لديه كيلوجرام واحد زائد.

أي مشروع تخسيس لا بد أن يكون بتصميم وبإرادة نابعة من داخل الإنسان، وعلى أتم استعداد للتضحية للوصول للوزن المطلوب.
جراحات السمنة التي انتشرت مؤخراً، وأقبل عليها الكثير من السيدات لها تأثير جيد جداً عند بعض السيدات، لكنها أيضاً ليست بالسحر، إذ ينبغي أن تتحلى السيدة بقوة الإرادة حتى لا تعود الأمور كما كانت مع الوقت.

من واقع عملي في متابعة الحمل وتخصصي في الحمل الحرج وجدت أن سيدات كثيرات في سن الشباب قد أقدمن على هذه العمليات، سواء قبل الزواج أو في بدايته، ثم حدث لهن الحمل، وقد حدثت لهن بعض المشكلات الصحية، مما دفعنا لإجراء الأبحاث العلمية للوقوف على تأثير هذه الجراحات على الحمل.

الحقيقة، توصلنا إلى أنه لا يجب حدوث الحمل لفترة لا تقل عن ١٢ – ١٨ شهراً بعد العملية، نتيجة سوء التغذية الشديد الذي تعاني منه السيدة بعد العملية أياً كان نوعها. تفقد السيدة الكثير من المعادن والفيتامينات المهمة، لتكوين الجنين في المراحل الأولى، مع علمنا أن الجسم يحتاج إلى كثير من الوقت لاسترداد نشاطه وعافيته بعد العملية.

وجدنا أن هناك ارتفاعاً في معدلات العيوب الخلقية في الأجنة، إضافة إلى ارتفاع معدلات الولادة المبكرة وولادة أجنة ناقصي النمو عند السيدات اللاتي حملن قبل مرور عام كامل على إجراء عمليات التخسيس.

بناء عليه ننصح كل سيدة أن تختار إما أن تجري الجراحة، ثم تمنع الحمل فترة لا تقل عن عام كامل، أو أن تؤجل الجراحة إلى ما بعد اكتمال أسرتها.

نسأل الله السلامة للجميع.