د. هيثم بدران: قصور عنق الرحم

مقالات

د. هيثم بدران: قصور عنق الرحم

تُحذر السيدات في شهور الحمل من حدوث أي مضاعفات قد تعوق الولادة بسلام، سواء للأم أو لجنينها، من ضمن تلك الحالات التي قد تهدد الولادة الناجحة حالة قصور عنق الرحم.

يؤدي قصور عنق الرحم أو ضعف عضلاته إلى انفتاح عنق الرحم في وقت غير مناسب بعيدًا عن مواعيد الولادة المتوقعة، ما قد يتسبب في إجهاض الطفل.. لكن ما هي أعراض الرحم المفتوح؟
نوضح في هذا المقال أهم أعراض قصور عنق الرحم للحامل، وطرق العلاج المختلفة.

عنق الرحم المفتوح
يضغط وزن الجنين المتزايد مع مرور شهور الحمل على الرحم، ما قد يتسبب في انفتاحه مبكرًا قبل تمام نمو الطفل، فيما يسمى بقصور عنق الرحم أو ضعف عنق الرحم، وتحدث تلك الحالة عند حوالي ١% من السيدات الحوامل.

لا يعد كبر حجم الجنين هو السبب الوحيد في حالة عنق الرحم المفتوح، لكن يؤثر الحمل المتعدد، والجراحات السابقة في الرحم وعنق الرحم، والتاريخ السابق من الإجهاض، وغيرها من العوامل، في ارتفاع معدلات الإصابة بقصور عنق الرحم.

تهدف كل سيدة إلى المرور بالجنين إلى بر السلامة والوصول إلى مرحلة الولادة دون أي مضاعفات، لكن غالبًا ما تعود خسارة الحمل في الثلث الثاني إلى الإصابة بالرحم المفتوح أو ضعف عنق الرحم.

الأعراض
لا يسبب أعراضًا واضحة ومميزة كما في حالات الولادة المبكرة، على سبيل المثال التي تظهر عن طريق قوة انقباضات الرحم، ونزول الماء، لكن نذكر الآن أشهر علامات الرحم المفتوح عند بعض السيدات:

زيادة في حجم ورطوبة الإفرازات المهبلية.
تغير لون الإفرازات المهبلية من الأبيض أو الأصفر إلى الوردي أو البني.
آلام البطن الشبيهة بآلام الدورة الشهرية.
الشعور بضغط على الحوض.
ظهور بقع من الدم في الأسابيع بين ١٤ و٢٠ من الحمل، التي تعد من أهم أعراض قصور عنق الرحم.
ألم جديد في أسفل الظهر.
يعتمد الأطباء على التاريخ الطبي الدقيق للسيدة وتوافر عوامل الخطر في تشخيص قصور عنق الرحم، وذلك لعدم وضوح الأعراض وقلتها.
يطلب الطبيب أيضًا في حال عدم تأكده من تشخيص حالة الرحم المفتوح إجراء فحص دوري بالموجات فوق الصوتية من الأسبوع ١٦ من الحمل، لقياس الاتساع المبكر لعنق الرحم.

العلاج
يختار الطبيب والفريق العلاجي أحد الإجراءات التالية لعلاج القصور:

ربط عنق الرحم
يلجأ الطبيب إلى خياطة عنق الرحم بهدف دعمه وإغلاقه، منعًا للإجهاض أو الولادة المبكرة، وحتى اقتراب موعد الولادة الطبيعي والمرور بالجنين إلى فترة الأمان، ويسمى ذلك الإجراء بتطويق أو ربط عنق الرحم الذي يجري بين الأسبوع ١٤ والأسبوع ١٦ من الحمل.
يتم نزع الغرز ويفتح الرحم ثانية في الأسبوع ٣٦ من الحمل، تلافيًا لحدوث مضاعفات الولادة.
لا يعد ربط عنق الرحم مناسبًا في الحالات الآتية:
ملاحظة عنق الرحم المفتوح بمقدار ٤ سم.
تهيج قوي في عنق الرحم.
حدوث تمزق في الأغشية.

يعتبر إجراء ربط عنق الرحم من الإجراءات المنقذة لحالة قصور عنق الرحم، وتتميز بانخفاض مضاعفاتها وندرتها، لكنها قد تحدث عند بعض السيدات، ومنها التالي:

تمزق عنق الرحم لقلة خبرة الجراح.
الولادة المبكرة.
نزيف شديد للأم.
تمزق بنسيج المثانة.
تمزق مبكر للأغشية.

هرمون البروجسترون
يمكن منح النساء اللاتي يعانين من عوامل خطر قصور الرحم، خاصة من لديهن تاريخ من الولادات المبكرة، جرعات دوائية من هرمون البروجسترون بصورة أسبوعية/ يومية؛ ابتداءً من الأسبوع ١٦ حتى الأسبوع ٣٦ من الحمل.

الكورتيزون
يفضل الأطباء إعطاء جرعات من عقار الكورتيزون للسيدات الحوامل بعد مرور ٢٢ أسبوعًا من الحمل، اللاتي يعانين من أعراض الولادة المبكرة، وظهرت لديهن علامات قصور أو ضعف الرحم عن طريق الموجات فوق الصوتية، حيث يوقف الكورتيزون الولادة المبكرة، كما يعمل على الإسراع بنمو رئة الجنين.

نسأل الله السلامة للجميع