منظمة الصحة العالمية.. مرض معدي جديد يتجاوز تأثير كوفيد-19
في ظل التحديات الصحية العالمية المستمرة، أعلنت منظمة الصحة العالمية عن تحذيرات جديدة بشأن ظهور مرض معدي جديد قد يتجاوز تأثير كوفيد-19. بعد مرور أكثر من ثلاث سنوات على بداية جائحة كوفيد-19، التي أثرت بشكل عميق على حياة الملايين من الناس حول العالم، تتزايد المخاوف من ظهور تهديدات صحية جديدة يمكن أن تؤدي إلى موجات عدوى واسعة النطاق. تسلط هذه التحذيرات الضوء على أهمية استعداد الدول والأنظمة الصحية لمواجهة الأوبئة المستقبلية، وتدعو إلى تعزيز البحث والابتكار في مجالات الوقاية والعلاج.
كشفت منظمة الصحة العالمية في تقريرها الأخير عن خبر غير سار، حيث تم تشخيص حوالي 8.2 مليون شخص بمرض السل في عام 2023. يُعتبر هذا الرقم الأعلى الذي تسجله المنظمة منذ بدء مراقبتها للمرض في عام 1995. مما يزيد من خطورة الوضع هو أن هذه الزيادة الملحوظة قد بدأت منذ عام 2022.
أعلنت منظمة الصحة العالمية رسميًا أن مرض السل أصبح يعد من الأمراض المعدية الأكثر خطورة مقارنة بكوفيد-19. ومع ذلك، استعرض تقرير المنظمة الجهود المبذولة من قبل المؤسسات حول العالم لمكافحة تفشي هذا المرض، حيث انخفض عدد الوفيات المرتبطة بالسل من 1.32 مليون حالة في عام 2022 إلى 1.25 مليون حالة في عام 2023
ارتفاع حالات التشخيص بمرض السل
على الرغم من أن مؤشر النتائج يظهر نتائج جيدة بشكل جيد، إلا أن عدد الأشخاص الذين شهدوا بالسل مرتفعًا حتى يصل إلى حوالي 10.8 مليون شخص في عام 2023. وقد تمكنت الهند من قائمة الدول التي لديها نسبة تشخيص بالسل، حيث انخفضت نسبة بنسبة 26%، إلى إندونيسيا بنسبة 10%، ثم الصين بنسبة 6.8%. وبحسب التقرير، فإن الرجال هم الأكثر تتويجا بالمرض ويصل عددهم إلى 55%، في حين تصل النسبة بين النساء إلى 33%، والهندية إلى 12%.
بدوره صرح الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية: “إن حقيقة أن السل لا يزال يقتل ويصيب الكثير من الناس أمر مثير للغضب، عندما تكون لدينا الأدوات اللازمة للوقاية منه واكتشافه وعلاجه”.
أزمة جديدة في علاج مرض السل
رغم أن مستوى مكافحة مرض السل شهد تقدما ملحوظا وتحسنا واضحا، إلا أنه وفقا للتقرير من بين 400 ألف حالة تم تشخيص 44% مصابين بالسل المقاوم للأدوية والعقاقير في 2023، على مستوى العالم، لا يزال البحث في مرض السل يعاني من نقص حاد في التمويل، بالتالي يواجه المرض إعاقة في تطوير تشخيصات وأدوية ولقاحات جديدة للسل. وتواصل منظمة الصحة العالمية قيادة الجهود الرامية إلى تعزيز أجندة لقاح السل.
وأشارت بدورها الصحة العالمية أن من أسباب انتشار مرض السل 5 عوامل رئيسية خطيرة وهي سوء التغذية، والإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية، واضطرابات تعاطي المشروبات المحظورة، والتدخين، والسكري.