ريو دي جانيرو.. إقبال كبير بحضور حفل مادونا المجاني

مشاهير

ريو دي جانيرو.. إقبال كبير بحضور حفل مادونا المجاني.

مادونا، المعروفة باسم “ملكة البوب”، هي واحدة من أشهر الفنانات وأيقونات الثقافة الشعبية في العالم. بدأت مسيرتها الفنية في الثمانينيات، ومنذ ذلك الحين، حققت نجاحاً هائلاً وأثراً كبيراً في عالم الموسيقى والفن.

تتميز مادونا بأسلوب فني متنوع وجريء، وقدمت مجموعة متنوعة من الأعمال الفنية التي تتنوع بين البوب والروك والرقص والإلكتروني والريترو. كما اشتهرت بأدائها المسرحي المبتكر ومظهرها المثير والجريء.

بالإضافة إلى مسيرتها الفنية، تعتبر مادونا ناشطة اجتماعية ملتزمة، حيث دعمت العديد من القضايا الاجتماعية وحقوق المرأة والمجتمع LGBTQ+. تأثيرها الثقافي الكبير وجرأتها الفنية جعلتها واحدة من أكثر الشخصيات تأثيراً في صناعة الترفيه العالمية.

أحيت النجمة الأميركية مادونا، حفلاً موسيقياً مجانياً على شاطئ كوباكابانا الشهير في مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية، وُصف بأنها الأضخم في مسيرتها الممتدة على أكثر من 4 عقود، إذ وصل عدد الحضور، وفق تقديرات، إلى نحو 1.5 مليون شخص، في ختام جولة عالمية.

ويصعب الجزم بعدد المتفرجين في هذه الحفلة، مع تقديرات حددته بمئات الآلاف وصولاً إلى مليون ونصف المليون، وقد اكتظ الشاطئ الشاسع بحشود ألهبت “ملكة البوب” حماستهم، كما اقتربت عشرات القوارب من كوباكابانا للتمتع بالمنظر الخلاب.

وظهرت مادونا مرتدية ملابس سوداء بالكامل على المسرح، لتؤدي أغنية Nothing Really Matters.

وتوجهت النجمة الأميركية إلى الحاضرين قائلة: “ها نحن في ريو، أجمل مكان في العالم”، قبل أن تبدأ عرضها الذي استمر على مدى أكثر من ساعتين.

وعلى مسرح ضخم تبلغ مساحته أكثر من 800 متر مربع، استعرضت مادونا أبرز محطات حياتها وتحولاتها على صعيد الموسيقى والملابس، من موسيقى البوب إلى الموسيقى الإلكترونية.

ومن خلال هذه الحفلة التي وُصفت قبل أيام بأنها “تاريخية”، اختتمت نجمة البوب البالغة من العمر 65 عاماً جولة Celebration التي احتفلت فيها بذكرى 40 عاماً على انطلاق مسيرتها الفنية بكل ما فيها من أعمال موسيقية ضاربة وتألق وفضائح.

وشارك في حفلة مادونا أيضاً ضيوف بارزون، وأحاط بها عدد من أبنائها الذين رافقوها في الموسيقى أو الرقص، على خلفية العلم البرازيلي.

وعندما أدت أغنيتها الناجحة Vogue، انضمت إليها على المسرح المغنية البرازيلية أنيتا، التي عرّفت بقية العالم بموسيقى الفانك الخاصة بالأحياء الفقيرة في ريو دي جانيرو.

نجومية عابرة للأجيال
وتحدَّث المعجبون من مختلف الأجيال بين الحضور عن مكانة مادونا في حياتهم.

واشترت ألبا وروكسي رويدا، وهما شقيقتان أرجنتينيتان تبلغان من العمر 48 و46 عاماً، تذكرتي الطائرة إلى ريو بمجرد انتشار أخبار الحفل قبل أشهر.

وقالت ألبا “عندما كنت في التاسعة من عمري، أعطتني أختي الكبرى، التي توفيت العام الماضي، أول جهاز (ووكمان) خاص بي مع شريط كاسيت لـ Like a Virgin، الأغنية الناجحة التي أطلقت مسيرة مادونا.

وأضافت: “منذ ذلك الحين، لم نتوقف عن الاستماع إليها. ولهذا السبب، فإن المجيء إلى هنا يرتبط بالنسبة لنا بعلاقتنا كشقيقات”.

ولزيادة الحماسة قبل الحفلة، تناوب عدد من منسقي الأغاني، بينهم الأميركي ديبلو، عند حلول الظلام لإضفاء البهجة على “أكبر حلبة رقص في العالم”.

وفي هذا الحدث، كانت الشرطة حاضرة بقوة، في كل شارع تقريباً في حي يشهد بانتظام جرائم مختلفة، ولكن أيضاً في الجو عن طريق طائرات مروحية ومسيّرة حلقت في سماء الحدث.

وبعد 80 حفلة موسيقية في أوروبا وأميركا الشمالية والمكسيك، يُعد عرض ريو دي جانيرو خاتمة لجولة مادونا العالمية، لكنه أيضاً بمثابة تحدّ، بعد أن أدخلت عدوى بكتيرية، نجمة البوب الشهيرة إلى العناية المركزة في يونيو 2023.

مقابل “كوباكابانا بالاس”، وعلى طول الشاطئ حيث عرض بائعو الهدايا التذكارية قطعاً مرتبطة بمادونا وزادوا من مخزوناتهم وأسعارهم، بدت الأجواء احتفالية في الأيام الأخيرة، ما أعاد إلى الأذهان أجواء كرنفال ريو، الذي أقيم قبل نحو 3 أشهر.

وهبطت 3 طائرات تحمل 270 طناً من المعدات في ريو دي جانيرو لاستخدامها في حفلة النجمة الأميركية المعتادة على العروض المبهرة عالية الدقة.

وشكلت الحفلة حدثاً كبيراً لمدينة ريو دي جانيرو، إذ قُدّرت مساهمتها في الاقتصاد المحلي بـ293 مليون ريال برازيلي (نحو 58 مليون دولار)، وفق حساب بلدية ريو دي جانيرو التي شاركت في تكاليف الحدث بمبلغ 20 مليون ريال (نحو 4 ملايين دولار) من أصل تكلفة إجمالية قُدّرت بـ60 مليوناً (نحو 12 مليون دولار).