معاناة أبل.. سر تراجع المبيعات في الآونة الأخيرة.
شركة أبل هي واحدة من أكبر الشركات التكنولوجية في العالم، ومقرها في كوبرتينو، كاليفورنيا. تأسست الشركة في عام 1976 على يد ستيف جوبز وستيف ووزنياك ورونالد واين، واشتهرت بابتكاراتها الرائدة في مجال التكنولوجيا والإلكترونيات الاستهلاكية.
تشمل منتجات Apple الرئيسية الآيفون والآيباد والماك بوك والآيماك والساعة الذكية آبل ووتش وسماعات الأيربودز. تتميز منتجات أبل بتصميمها الجميل والأنيق وأدائها المتفوق ونظام التشغيل المبتكر، مما يجعلها شائعة ومحبوبة من قبل المستخدمين في جميع أنحاء العالم.
بالإضافة إلى منتجاتها الهاردويرية، تقدم أبل خدمات مثل خدمة البث الموسيقي آبل ميوزيك وخدمة البث التلفزيوني آبل تي في بلس وخدمة السحابة آي كلاود. تتميز أبل أيضًا بالتزامها بالاستدامة والمسؤولية الاجتماعية، وتسعى لتحقيق التقدم والابتكار في مجال التكنولوجيا لتحسين حياة الناس.
انخفضت مبيعات شركة أبل بشكل أقل حدة مما كان متوقعاً في الربع الماضي، مدعومة بطلب أقوى من المتوقع في الصين، مما أثار التفاؤل بأن تباطؤ الشركة ربما ينحسر.
قالت الشركة في بيان، الخميس، إن الإيرادات انخفضت 4.3% إلى 90.8 مليار دولار في الربع المالي الثاني المنتهي في 30 مارس، ويقارن ذلك بمتوسط تقديرات المحللين البالغ 90.3 مليار دولار، إذ تجاوزت الأرباح في هذا الربع توقعات البنوك الأميركية أيضاً.
كما أشارت أبل إلى أنها تتوقع العودة إلى نمو المبيعات في الربع الحالي، على أن تصعد الإيرادات بنسبة مئوية في خانة الآحاد المنخفضة (أي أقل من 3% تقريباً)، حسبما صرح المدير المالي لوكا مايستري لإيميلي تشانج من تلفزيون بلومبرغ.
تنفس المستثمرين الصعداء بعد النتائج، في ظل تطلعهم لخروج صانعة “آيفون” من ركودها الطويل والذي شهد انخفاض مبيعاتها في خمسة من الأرباع الستة الماضية، متأثرة بتباطؤ سوق الهواتف الذكية والظروف المعاكسة في الصين، وحذرت الشركة المحللين في فبراير من أن الإيرادات في الفترة الأخيرة ستنخفض بنحو 5% عن العام السابق.
وارتفع سعر السهم بنحو 2% في التعاملات المتأخرة بعد إغلاق السوق، بعد صدور التقرير. وبلغت خسائر السهم 10% خلال العام الحالي حتى إغلاق الخميس ليصل إلى 173.03 دولار.
زيادة توزيعات الأرباح
وبلغت الأرباح 1.53 دولار للسهم في الربع الثاني، متجاوزة تقديرات المحللين البالغة 1.50 دولار، وزادت أبل توزيعات أرباحها 4% إلى 25 سنتاً للسهم، وذلك تماشياً مع التوقعات. ووافق مجلس الإدارة على خطط لإعادة شراء 110 مليارات دولار إضافية من أسهم الشركة.
وساهم الافتقار إلى الأجهزة الجديدة المبتكرة في تباطؤ مبيعات أبل، لكن الشركة تتطلع إلى البدء في تصحيح ذلك في 7 مايو. وذلك عندما تخطط للكشف عن أجهزة “أيباد” جديدة، وهي التحديثات الأولى لخطها من الأجهزة اللوحية منذ عام ونصف.
وتخطط الشركة -التي يقع مقرها في كوبرتينو بولاية كاليفورنيا- أيضاً لدفعة طال انتظارها نحو الذكاء الاصطناعي التوليدي. في شهر يونيو، من المتوقع أن يقوم تيم كوك، رئيس “أبل” التنفيذي، بوضع استراتيجية الذكاء الاصطناعي للشركة في مؤتمرها السنوي للمطورين العالميين.
تباطؤ أبل في الصين
كان تباطؤ أبل في الصين مصدر قلق خاص للمستثمرين في الأشهر الأخيرة، ويتدفق المستهلكون هناك على العلامات التجارية المحلية للهواتف الذكية، كما حظرت الحكومة استخدام التكنولوجيا الأجنبية في بعض المكاتب.
حققت الشركة إيرادات بقيمة 16.4 مليار دولار من الصين الكبرى في الربع الأخير، وعلى الرغم من أن هذا الرقم انخفض عن العام السابق، إلا أنه تجاوز بسهولة 15.9 مليار دولار التي توقعها المحللون.
لا تكشف أبل عن مبيعات خطوط الإنتاج الفردية مقسمةً حسب المنطقة، لكن المحللين أشاروا إلى “آيفون” باعتباره نقطة ضعف في الصين، وقدرت شركة “كاونتربوينت ريسرش” (Counterpoint Research) أن مبيعات الجهاز انخفضت 19% في الصين، وهو أسوأ ربع للمنتج منذ 2020.
أدى ذلك إلى انخفاض أوسع في الطلب على “آيفون”، وانخفض إجمالي شحنات الجهاز 10% تقريباً في ربع مارس، وفقاً لـ”آي دي سي” (IDC)، وهو ما يمثل أكبر انخفاض منذ أن أدت عمليات الإغلاق بسبب فيروس كورونا إلى إعاقة سلاسل التوريد في 2022.
مكانة “آيفون”
وفي الوقت نفسه، لم تثبت أبل أن فئات المنتجات الجديدة يمكن أن تعمل على تنشيط النمو. إذ ألغت العمل على مشروع السيارة ذاتية القيادة في فبراير، مما أدى إلى إلغاء مشروع كان البعض يأمل أن يصبح أحد “الأشياء الكبيرة القادمة” الشهيرة.
دخلت الشركة سوق سماعات الواقع المختلط هذا العام، مع إطلاق “فيجن برو” (Vision Pro) في 2 فبراير، لكن هذا المنتج سجل بداية بطيئة وقد يستغرق سنوات قبل أن يضيف قيمة إلى إيرادات أبل.
تظل أجهزة “آيفون” أكبر مصدر للأموال في الشركة، والتي يمثل حوالي نصف المبيعات. حقق المنتج 46 مليار دولار في الربع الثاني، متجاوزاً التقديرات البالغة 45.8 مليار دولار، وكان هذا انخفاضاً حاداً عن 51.3 مليار دولار التي أعلنت عنها “أبل” في الربع نفسه من العام الماضي، رغم حقيقة أن الطراز الأخير كان يعتبر بمثابة ترقية كبيرة.
تخطط أبل لترقية “آيفون” هذا العام بشاشات أكبر قليلاً وشرائح جديدة تركز على الذكاء الاصطناعي، وستضيف نماذج “برو” أيضاً زراً جديداً لالتقاط الصور والفيديو، لكنها ستبدو بنفس شكل الإصدارات الحالية.