بداية جديدة .. العلاقات الإنسانية

مقالات

بداية جديدة .. العلاقات الإنسانية.

كتب : فاطمة مصطفى/ أخصائي إرشاد أسري و نفسي

المجتمع بجميع افراده و فئاته المختلفة يعيش وسط علاقات إنسانية منها الجيد و السئ ، منها من يدفعك الى الامام و يعطيك كل الحماس و الطاقة الإيجابية و منها من يزيد الإحباط بداخلك و يجعلك دائماً تحت ضغط نفسى رهيب ، كلاهما نتعرض لهم يوميا سواء من خلال المحيط العملى او الإجتماعى.

ويأتى هنا السؤال الاكثر اهمية كيف استطيع ان اعيش و استمتع بعلاقة إنسانية جيدة و اتجنب اى علاقة تهدد السلام النفسى بداخلى ؟؟

العلاقة الإنسانية الجيدة تأتي بالتبادل المريح السهل البسيط التى يجعل من الطرفين ان يحترموا خصوصيات او رغبات الطرف الاخر ، و يعطى كلا منهم مساحتة الشخصية و حريته فى التعبير عن رايه و القيام بى اى فعل او تصرف دون ان يهاب او يقلق من سوء فهم الطرف الاخر .. التعامل بكل هدوء و اطمئنان فى مناخ يسوده الكلمة الطيبة و الفعل الاكثر إيجابية و الخلق الحسن.

و من هنا يأتي التفاهم و الامان و الشعور برغبة فى استمرار و النجاح على تنمية هذه العلاقة ، اى العلاقة الانسانية لها ثمن و هو التقدير و التبادل المريح الذى يخلو من اى ضغوط او معايرة او استنزاف لطاقتك و سلامك النفسى.

العلاقة الإنسانية السيئة و تأتي على عكس ما سبق ، مليئة بالجدال و النقاش و استنزاف لكل طاقتك و اهلاك نفسى غير طبيعي فى طلبات و رغبات للطرف الاخر و مهما فعلت دائماً المردود غير مرضى بل بالعكس من الممكن ان يتم إتهامك بالتقصير ايضا و إن ما تقوم به مجرد واجب عليك ان تفعله و فرض و اقل من المفروض ايضا ، و ليس هذا فقط و ايضا يتم استنزافك بكل الطرق لكى تبدأ ان تشك فى نفسك و انك حقيقى على خطأ و ما تبذله من مجهود ليس كافى و عليك مراجعة نفسك مرة اخرى و تبدأ انت شخصيا فى اهلاك نفسك بنفسك عندما تتجاوب و تصدق ما يقال عنك و تتفاعل معه عندما يصدق عقلك اللاواعى ما يلاقيه عليك الطرف الاخر من عبارات مؤذية و سامة و من هنا تحدث الكارثة الحقيقية و هى انك تغرق فى بئر من الطاقة السلبية التى بالتالى يترجمها عقلك و يصدقها و يرسلها الى العالم الواقعى وتبدأ تحدث بالفعل على ارض الواقع هنا فقط تكون هلكت بالفعل.

و من هنا عزيزى القارئ نستطيع ان نقول انت المسئول الاول و الاخير فى مدى نجاح سلامك النفسى و استقراره .. انت من تحدد المحيط بك و طريقة تعامل الآخرين معاك وفى نفس الوقت طريقة استقبالك لهذه الطاقات ، اما بالتبادل و التجاوب و التقدير للعلاقات الإنسانية الجيدة ام بالنفور و الإبتعاد و اعتزال نهائيا ما يضر بنفسك و بادميتك كانسان لك الحق فى العيش بسلام ، عليك انت تختار.

بداية جديدة …