هاني همام يكتب : العار سيلاحقهم

مقالات

هاني همام يكتب : العار سيلاحقهم.

يأتي الليل فينام البشر، ولكن لا ينام أطفال ونساء وشباب وشيوخ مدينة غزة، يأتي الليل فتنام الضمائر عما يحدث من جرائم ضد الإنسانية، في الفجر لا صوت يعلو فوق صوت التفجيرات والخراب والدمار وصرخات أبناء الشعب الفلسطيني، ما يحدث مؤلم لكل الإنسانية، مؤلم لكل الشعوب، مؤلم للحياة، لا أدرى أين تلك المنظمات الحقوقية، أين من يهتفون بحقوق الإنسان، أين حتى من يطالبون بحقوق الأطفال؟ الآن وسط هذا الدمار لن يجيب أحد، تلك المنظمات لها حسابات ومعادلات وتتميز بالازدواجية المفرطة، لكن لأهل غزة بإذن الله النجاة.

فضحوا أنفسهم بفعلتهم، لم يهتموا بالسعي لصياغة موقف يبدو متوازنًا، صموا آذانهم عن صراخ الضحايا من الأطفال والنساء والعزل، وأغمضوا أعينهم عن الدمار البشع، ولم يروا في سفك الدماء البريئة دافعًا لإدانة من ارتكبوا جرائم مصنفة «ضد الإنسانية»، وفقًا لمعايير القوانين الدولية الجنائية والإنسانية.

منحوا ضمائرهم إجازة مفتوحة، فلم يكتفوا بالترويج لروايات الجلاد، وتأييده بإصرار، ودعمه بالسلاح لاستكمال مخططه الإجرامي، ولم يكيلوا فقط بمكيالين، وإنما بتفاوت رهيب، وفظاظة متناهية، فهؤلاء بشر فوق كل البشر، يتمتعون بكامل الحقوق، وأولئك «دون الإنسان»، ومن ثم لا حقوق لهم!

هكذا حسبوها، فسقطت للأبد عن عورتهم ورقة التوت، الآن الإبادة الجماعية ليست جريمة تستحق الإدانة الصريحة، والعقاب الرادع لمرتكبيها، وتداس المواثيق الدولية ومبادئ حقوق الإنسان بأحذيتهم اللامعة!.. أما التهجير القسري، والتجويع والترويع، والتعطيش لأكثر من مليوني فلسطيني، آليات مشروعة للدفاع عن النفس على يد نتنياهو وعصابته من عتاة المتطرفين!

حقيقي موقف مصر في الأزمة كان واضحًا منذ اللحظة الأولى، القيادة السياسية تعاملت بقمة ضبط النفس وخبرات سنوات طوال، كلمات الرئيس السيسي في كل ظهور إعلامي تبرهن على حسن حظ المصريين لوجوده بيننا كرئيس للجمهورية، في ظل صراعات صعبة للغاية وحروب خبيثة هدفها القضاء على الأخضر واليابس، لكن الشعب المصري يدرك الخطر ويقف متكاتفًا ويدًا واحدة أمام تلك التحديات الضخمة، فلسطين قضية أمة بالكامل، سيادة الرئيس الله معك والشعب المصري خلفك ودرعك، فمَن علينا، والله لا أحد.