بعد عرضه في البحر الأحمر السينمائي | التفاصيل الكاملة لأجدد أفلام جوني ديب

مشاهير

بعد عرضه في البحر الأحمر السينمائي | التفاصيل الكاملة لأجدد أفلام جوني ديب.

شهد العرض الأول لفيلم «جان دو باري» في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حشداً كبيراً من عشاق السينما الذين تجمهروا لمشاهدة نجومه على السجادة الحمراء في «ريد سي مول» بمدينة جدة السعودية، ليل أمس، في عرض خاص يُعدّ الأهم في فئة الأفلام العالمية المختارة للدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي»، الذي انطلق قبل يومين، ويواصل فعالياته الحافلة بالمفاجآت.

الفيلم إنتاج مشترك بين السعودية وفرنسا؛ كشف نجومه عن كواليس تصويره في حوار خاص تلا العرض، فأوضح جوني ديب أنّ أداءه دور الملك لويس الخامس عشر لم يكن سهلاً، قائلاً: «أتاني الدور من حيث لا أدري، وهنا قيمة الحصول عليه. النص جميل أيضاً، وأفلام المخرجة مايوين جيدة»، مشيراً إلى أنّ الفيلم الذي يتناول قصة حياة عشيقة الملك الفرنسي الأسبق، يخرج برسائل عدّة.

وأضاف: «كان من الصعب الدخول في عمق الشخصية، كما أنه من الغريب أن يأتي شخص من ولاية كنتاكي (الأميركية) للعب دور ملك فرنسي. لوهلة، وجدتُ صعوبة في نطق اللغة الفرنسية، وكنتُ أعتقد أنّ الدور سيذهب إلى ممثل فرنسي.

فشخصية لويس الخامس عشر دارت في البلاط الملكي الفرنسي، كما أنه كان غريباً في تعامله مع الجميع داخل القصر».

أما مايوين، كاتبة الفيلم ومخرجته وبطلته، فأوضحت أنّ كتابة السيناريو استغرقت 7 سنوات، مبدية إعجابها الشديد بشخصية جان التي جسّدتها. وتابعت: «تعرّفتُ إليها من خلال فيلم المخرجة صوفيا كوبولا (ماري أنطوانيت) عام 2006، ثم بدأتُ الاهتمام بها لأعرف مزيداً عنها»، مشيرة إلى أنّ «ثمة معضلة لدى شخصية جان العبثية والمحبة للحياة في سياق قصة حب امرأة ترتبط بملك. في العادة، عندما تدخل سيدة في علاقة بصاحب سلطة، يشار إليها على أنها بائعة هوى».

امتعضت مايوين من وصف مدير البرنامج السينمائي الدولي لـ«مهرجان البحر الأحمر» كليم افتاب، الذي أدار الجلسة الحوارية، الفيلم، بأنه كان طريفاً ومضحكاً، لتردّ: «هل تعتقد أنه كذلك فعلاً؟ في أي جزء حدث ذلك؟ إنها قصة رومانسية.

فهل أنت متأكد من أنك شاهدته؟». وبعد نقاش مع الحضور تناول مواقف مضحكة حيال البروتوكولات المعقَّدة للبلاط الملكي الفرنسي، أضافت: «عموماً، أعتقد أنّ الحياة تتطلّب كثيراً من السخرية والدعابة».

بسؤال مايوين عن صعوبة العمل، كاتبةً ومخرجةً وبطلةً، أجابت: «عرفتُ منذ البداية أنّ ثمة معاناة. من الصعب على المخرج أن ينظر إلى نفسه كممثل. لكنّ معاناتي ستكون أكبر لو أنّ ممثلة أخرى أدّت الدور. لديّ علاقة حميمة بجان دو باري، وبالتالي قررتُ أن أكون المخرجة. شعرت أنها اختارتني، فثمة أشياء مشتركة بيننا».

هنا؛ أشاد ديب بكلامها: «مايوين تحلم مع الشخصية، وبلحظة، تظهر كمخرجة وتتحوّل بنظراتها إلى الكاميرا وما خلفها، والأحداث. عادة، يكون تحدّي الممثل عزل نفسه عن العالم، والدخول في صلب الشخصية. في حالتها كمخرجة، تدخل في الشخصية ثم تخرج منها، وتصبح على دراية تامة بتفاصيل المشهد، كما لو أنّ ثمة نوعاً من التحوّل غير المرئي في شخصيتها بهذا الفيلم».

مثّلت الملابس الفاخرة حالة فريدة، بأقمشتها اللافتة والغنية بالألوان. هنا؛ أوضحت مايوين أنه كانت ثمة «بروفات» عدّة لتحاكي الملابس التاريخية تلك الحقبة الزمنية، إلى أقمشة وألوان استُخدِمت آنذاك، بما يعكس اهتمامها بهذه الأقمشة ودرجات اختلافها. وأيضاً، اختلفت الألوان في كل مشهد عن السابق، كما لو كانت ترسم لوحة.

أعطت مثالاً المشهد الأول الذي يُظهر الملك لويس الخامس عشر بجاكيت أزرق صارخ اللون، ليبدو لافتاً بين الجموع.

وفي مشهد الصيد، اختارت اللون الأحمر الفاقع، وعنه كشفت: «كان من الصعب الحصول عليه، فبحثتُ كثيراً لإيماني أن ثمة شيئاً مهماً في الألوان، علماً بأنني أظهرتُ رؤيتي الإخراجية لتلك الفترة التاريخية، وليس ما جرى ارتداؤه بالضبط».

يُذكر أنّ فيلم «جان دو باري» يتناول قصة وقوع الملك الفرنسي لويس الخامس عشر، والد لويس الذي قُطع رأسه في الثورة الفرنسية، بحُب بائعة الهوى الطموحة جان دو باري، الساعية إلى نيل الحظوة الملكية. يؤدّي ديب دور الملك بجاذبية باهتة، بينما تؤدّي مايوين دور جان من الطبقة العاملة، الذكية، وواسعة الاطّلاع.

في السياق، تظهر الشراكة المخلصة والصلة الحقيقية بين جان ولويس، الأمر الذي أزعج البلاط، لكنّ وفاة الملك تكتب نهاية طموحها. إنه فيلم رومانسي تاريخي، صُوِّرت بعض مشاهده داخل قصر فرساي الحقيقي، وكان عرضه العالمي الأول في «مهرجان كان السينمائي الدولي» بدورته الأخيرة هذا العام.