د. هيثم بدران : اضطرابات المثانة البولية

مقالات

د. هيثم بدران : اضطرابات المثانة البولية.

تؤدي مشكلة جمع البول بالمثانة البولية لظهور دافع مفاجئ للتبول، فقد يكون من الصعب السيطرة على الدافع للتبول، مما يؤدي لتسرُّب لا إراديًا للبول.

إنّ الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات المثانة البولية يعانون من الحرج وعدم الراحة، الذي قد يؤدي إلى تجنب الأنشطة الاجتماعية أو العمل؛ لكن لحسن الحظ بعد أن تم تشخيص السبب لهذه الحالة يمكن علاج فرط نشاط المثانة في كثير من الحالات، وتخفيف حدة المشكلة بشكل ملحوظ.

أعراض اضطرابات المثانة البولية

إن العَرَضَ الاساسي والأكثر أهمية هو وجود دافع قوي ومفاجئ لإفراغ المثانة، وبالإضافة إلى ذلك:

– تسرُّب البول بشكل مفاجئ ولا إرادي يظهر بعد الشعور بالحاجة إلى التبوُّل.
– التبول بشكل إرادي وبوتيرة تزيد على الثماني مرات في اليوم.
– الحاجة إلى التبول أكثر من مرتين خلال الليل.

حتى عندما يستطيع المريض الذهاب إلى الحمام مع ظهور الدافع للتبول في كل مرة دون تسرُّب البول، فإنّ الحاجة لترك أي نشاط والذهاب للحمام دون القدرة على المقاومة تثير القلق وتضر بجودة الحياة.

أسباب وعوامل خطر فَرْطُ نَشاطِ المثانة البولية

تُنْتِج الكُلى البول الذي يتم تحويله إلى المثانة عن طريق الحالب، حيث إن المثانة هي جهاز عضلي يجمع البول بداخله وقادر على إفرازه من خلال مجرى البول، وعندما يصل كيس المثانة لثلث قدرته يعطي الجهاز العصبي إشارة للدماغ إلى الحاجة إلى الإفراغ، فكلما ازداد امتلاء المثانة تزداد قوة الإشارة العصبية، حيث يتم التفريغ من خلال التنسيق بين الاسترخاء في عضلات الحوض وعنق المثانة والتقلص الذي يمنع خروج البول من المثانة، بالإضافة للتقلص الإرادي للمثانة الذي يؤدي للإفراغ «خروج البول».
إن سبب نشاط المثانة المفرط هو التقلص اللا إرادي للمثانة، مما يؤدي إلى دافع مفاجئ وقوي للإفراغ، حيث ينبع الدافع في بعض الحالات من شعور زائف للمثانة دون تقلصها، حيث توجد هناك حالات يمكن أن تسبب حالة فرط نشاط المثانة التي يجب أن تستبعد قبل البدء في العلاج:

– اضطرابات عصبية: مثل مرض باركِنسون، والتصلب المتعدد، والسكتة الدماغية.
– إنتاج كمية كبيرة من البول: بسبب الشرب المفرط عند وجود مرض السكري، وأمراض الكلى المختلفة.
– الضرر الهيكلي بكيس المثانة: بسبب ورم المثانة أو وجود حصوات.
– انسداد في أصل المثانة: بسبب تضخم غدة البروستات، والإمساك، أو الجراحة بمنطقة الحوض.
– الأدوية المدرة للبول: استخدام المستحضرات المُدِرَّة للبول التي يرافقها شرب الكثير من الماء.
– زيادة العمر: تزيد من مخاطر فرط نشاط المثانة.
– أسباب أخرى: التهاب المسالك البولية، زيادة استهلاك الكافيين والكحول.

مضاعفات فَرْطُ نَشاطِ المَثانَة

يضر فرط نشاط المثانة بجودة الحياة بشكل ملحوظ، ويمكن أن يؤدي إلى العزلة الاجتماعية والاكتئاب والتوتر واضطرابات النوم.

تشخيص فَرْطُ نَشاطِ المَثانَة

يجب في المرحلة الأولى استبعاد كل المسببات لهذه الحالة، لذلك يتم أداء الفحص البدني لمنطقة البطن، وفحص الأعصاب وفحص البول؛ لتحديد إمكانية وجود التهابات أو الإصابة بداء السكري أو وجود اضطرابات أخرى في نشاط الكلى، وتشمل طرق التشخيص ما يأتي:

1- اختبار ديناميكيات التَّبَوُّل
وذلك لتقييم وظيفة المثانة وقدرتها على الإفراغ، حيث يتم التَّطرُّق في هذا الفحص لعدة أبعاد.
2- حجم البول المتبقي
تقاس في هذا الفحص كمية البول المتبقية في المثانة بعد أن يقوم المريض بإفراغها إلى الحد الأقصى من قدرته، ويمكن قياس بقية البول باستخدام قسطرة يتم إدخالها المثانة أو باستخدام الموجات فوق الصوتية، وعند تبقي كمية كبيرة من البول بعد الإفراغ، فإنها قد تسبب فرط نشاط المثانة.
3- قياس الضغط في المثانة.
4- فحص الأعصاب في المثانة.
5- منظار المثانة.

علاج فَرْطُ نَشاطِ المَثانَة

توجد هناك عدة طرق علاجية، وفي كثير من الأحيان يتم الدمج بينها وتشمل:

1- التغيرات السلوكية
قد لا تكفي التغيرات السلوكية وحدها في إنهاء هذه المشكلة الصحية، ولكنها تُساعد في تخفيف الأعراض بشكل ملحوظ، حيث تتم ملاءمة التغيرات للسبب الرئيسي للاضطراب وتشمل:
– استهلاك كمية محدودة من السوائل وفي أوقات محددة.
– ضبط النفس التدريجي لفترات زمنية متزايدة.
– طرح البول مجددًا في غضون عدة دقائق.
– الذهاب إلى المرحاض بأوقات ثابتة.
– تقوية عضلات قاع الحوض مع تمارين كيجل.
– الإفراغ بمساعدة القسطرة الذاتية.
– استخدام أوراق ماصَّة تستخدم للحد من الارتباك في حالة سلس البول.

2- الأدوية
إن الأدوية تسبب ارتخاء المثانة للحد من الرغبة بالإفراغ.

3- تحفيز الأعصاب العَجُزِيَّة
ينظم التحفيز الكهربائي الإشارات العصبية ويقلل من الحاجة الملحة للتبول.

4- عملية جراحية
إن الخيار الجراحي يبقى فقط للحالات الأكثر صعوبة التي لم تستجب للعلاجات الأخرى.

الوقاية من فَرْطُ نَشاطِ المَثانَة، وتشمل طرق الوقاية ما يأتي:

– الحفاظ على وزن صحي.
– ممارسة الرياضة بشكل منتظم ويومي.
– التقليل من تناول الكافيين والكحول.
– الإقلاع عن التدخين.
– التحكم بالحالات المزمنة مثل مرض السكري الذي قد يُسهم في ظهور أعراض فرط نشاط المثانة.