تعاون جديد يجمع أبل و OpenAI.. كيف سيؤثر على سوق الذكاء الإصطناعي؟

علوم و تكنولوجيا

تعاون جديد يجمع أبل و OpenAI.. كيف سيؤثر على سوق الذكاء الإصطناعي؟

شركة ابل هي شركة تكنولوجيا أمريكية متعددة الجنسيات، تأسست في 1 أبريل 1976 على يد ستيف جوبز وستيف وزنياك ورونالد واين.

تُعرف ابل بابتكارها وتصميمها للأجهزة الإلكترونية الاستهلاكية والبرمجيات وخدمات الإنترنت، ومن أبرز منتجاتها هواتف الآيفون، وأجهزة الكمبيوتر ماك، والأجهزة اللوحية آيباد، وساعات أبل الذكية. تُعتبر ابل واحدة من أكبر الشركات في العالم من حيث القيمة السوقية، وتشتهر بتركيزها على الجودة والتصميم الأنيق والتكامل بين منتجاتها وخدماتها.

حققت الشركة نجاحات كبيرة بفضل نظام التشغيل iOS ومتجر التطبيقات App Store، مما جعلها رائدة في تقديم تجربة مستخدم مميزة ومتكاملة.

أدت الصفقة التي أبرمتها ابل، وOpenAI إلى “زعزعة التوازن التنافسي في سباق الذكاء الاصطناعي”، إذ منح الاتفاق الجديد الذي تم الإعلان عنه مؤخراً، الشركة الناشئة دوراً مهماً ضمن مساعي “عملاق آيفون” لتقديم خدمات ذكية إلى عدد كبير من مستخدميها، وفق صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية.

ففي الوقت الذي تحاول شركة مايكروسوفت، المنافِسة، وتحقيق التقدم في مجال الذكاء الاصطناعي، يمثل التعاون بين OpenAI وابل “انتكاسة” لشركة “جوجل”، التي تدفع منذ وقت طويل مليارات الدولارات سنوياً لـ”عملاق آيفون”، لتكون أداتها الافتراضية لعمليات البحث عبر الإنترنت.

وتساعد الصفقة في تعزيز وضعية OpenAI في طليعة طفرة الذكاء الاصطناعي التوليدي، كما تمثل انتصاراً للرئيس التنفيذي سام ألتمان، فقبل أسابيع من حضوره إعلان الشراكة، حضر مؤتمر مطوري مايكروسوفت حيث ظهرت عبارة “مايكروسوفت تحب OpenAI” على الشاشة.

وتبرز صحيفة “وول ستريت جورنال”، في تقريرها، ما تعنيه هذه الصفقة للاعبين الرئيسيين في مجال التكنولوجيا.

شركة أبل
يمنح استخدام OpenAI، شركة أبل الفرصة لتقديم الذكاء الاصطناعي للمستخدمين، كما قد يساعد ذلك أيضاً على بيع المزيد من الهواتف، واستعادة سمعة مساعدها الصوتي “سيري- Siri”، أثناء تطويرها نماذج الذكاء الاصطناعي الخاصة بها.

ولفتت “وول ستريت جورنال” إلى أن أسهم أبل حققت ارتفاعاً بنسبة 7%، الثلاثاء الماضي، لتصل قيمتها إلى 207.15 دولار، كما قفزت قيمتها السوقية بمقدار 215 مليار دولار، وهو أكبر مكسب تحققه في يوم واحد على الإطلاق، لتحقق إغلاقاً قياسياً بقيمة 3.176 تريليون دولار.

ويعد دور OpenAI، مع أبل محدوداً، إذ سيقتصر تعاملها مع بعض الوظائف التي لا يستطيع الذكاء الاصطناعي الخاص بـ”أبل” التعامل معها، مثل “الإجابة على الاستفسارات الأكثر تعقيداً، أو كتابة الرسائل بتصريح من المستخدم”.

وشغلت صفقة OpenAI “دقيقتين فقط” من العرض التقديمي لـ”أبل” الذي امتد لنحو ساعتين، في مؤتمر المطورين السنوي WWDC 2024.

وقالت أبل إنها ستدمج نظام الذكاء الاصطناعي الشخصي الجديد الخاص بها، والذي يحمل اسم “أبل إنتليجينس- Apple intelligence”، مع نماذج ذكاء اصطناعي أخرى، بينها المنتجات التي طورتها جوجل.

تابع أخبار أبل، حيث كشفت عن أحدث إصدارات أنظمة تشغيل أجهزتها الذكية، إصدار iOS 18 لهواتف آيفون وiPadOS 18 لأجهزة آيباد اللوحية، وmacOS Seqouia لحواسيب ماك.

وتُجري أبل أيضاً مناقشات مع مزودي ذكاء اصطناعي آخرين، وفقاً لما قاله أشخاص مطلعون لـ”وول ستريت جورنال”، ومع ذلك، فقد منح الظهور في مؤتمر المطورين السنوي، شركة OpenAI فرصة ترويجية من قبل الشركة المستهلكة للتكنولوجيا الأكثر نجاحاً في العالم، باعتبارها الشركة الرائدة في الذكاء الاصطناعي التوليدي، ما يعني دعمها ضمنياً على حساب جوجل التي تدفع لـ”أبل”، ما يصل إلى 20 مليار دولار سنوياً لتكون محرك البحث الافتراضي الخاص بها، والمنافس الأكبر لـOpenAI، ومايكروسوفت.

في السياق قال كريج فيديريجي، رئيس البرمجة في أبل: “نريد أن نبدأ بالأفضل”، مضيفاً أن OpenAI “تمثل الخيار الأفضل لمستخدمينا اليوم”.

وأشارت “وول ستريت جورنال” إلى أنه “من الواضح أن الصفقة قد أثارت غضب أحد منافسي OpenAI”، وهو إيلون ماسك، الذي أنشأ شركة xAI العام الماضي للمنافسة بسوق الذكاء الاصطناعي، ورفع دعوى قضائية ضد الشركة الناشئة التي شارك في تأسيسها، بدعوى انحرافها عن مهمتها الأصلية، بمنح الأولوية للربح على حساب إفادة البشرية.

وقال “ماسك” على منصة “إكس” إنه “من السخف أن تكون أبل غير ذكية بما يكفي لصنع الذكاء الاصطناعي الخاص بها، ومع ذلك فهي قادرة على نحو ما ضمان حماية OpenAI لأمنك وخصوصيتك!”، وهدد بمنع استخدام أجهزة أبل في شركاته.

من جانبها قالت شركة أبل، إنه لن تتم مشاركة المعلومات الخاصة بمستخدميها مع تطبيق ChatGPT، العامل على خوادم OpenAI، ولن تستطيع الأخيرة رؤية جميع الاستفسارات التي يطرحها المستخدمون.

مايكروسوفت شريكة OpenAI
بدورها، استثمرت شركة مايكروسوفت أكثر من 13 مليار دولار في OpenAI، للحصول بالأساس على حصة 49% من أرباحها، وسمحت الموارد لمطورة ChatGPT بتحديث بعض أقوى أدوات الذكاء الاصطناعي في العالم، كما ساعدت تكنولوجيا OpenAI، مايكروسوفت على تخطي منافسيها في سباق الذكاء الاصطناعي، وتسمح شروط الشراكة بين الطرفين بإبرام صفقات مع شركات أخرى.

وتثير صفقة أبل تساؤلات بشأن حالة الشراكة بين OpenAI، ومايكروسوفت، ونوع الوصول الحصري الذي تتمتع به مايكروسوفت لتكنولوجيا openAI، وكيف ستشكل الصفقة الجديدة طموح الشركة الأميركية، لتطوير منتجات ذكاء اصطناعي استهلاكية.

ورفض المتحدث باسم OpenAI وصف الاختلافات بين صفقتي أبل، ومايكروسوفت. كما رفض المتحدثين باسم OpenAI، وأبل طلب “وول ستريت جورنال”، للتعليق على تفاصيل الصفقة.

وكأكبر مستثمر في OpenAI، تتمتع مايكروسوفت بإمكانية الوصول المبكر إلى أحدث نماذج الشركة الناشئة، وإمكانية رؤية الأعمال الداخلية لأكوادها، كما تتمتع أبل الآن بوصول خاص إلى تكنولوجيا OpenAI، حسبما قال شخص مطلع على الأمر للصحيفة.

وساعد الاقتران بين OpenAI ومايكروسوفت كلتا الشركتين على تعويض قوة جوجل، التي مثل تفوقها بمجالي البحث والذكاء الاصطناعي، مصدر تهديد للشركتين.

تابع آخر أخبار التكنولوجيا والاستثمار في الذكاء الاصطناعي، إذ أعلنت مايكروسوفت أنها ستستثمر في السويد 3.2 مليار دولار خلال عامين في مجال الذكاء الاصطناعي.

وتأمل مايكروسوفت أيضاً في استخدام الذكاء الاصطناعي، لتحقيق مكاسب وفيرة في سوق أجهزة الكمبيوتر الشخصية، ففي الشهر الماضي، كشفت عن خط جديد لإنتاج أجهزة الكمبيوتر الشخصية التي تستخدم نماذج ذكاء اصطناعي أصغر، وتعمل بشريحة ذكاء اصطناعي مخصصة يمكنها إنشاء صور، والقيام بوظائف بحث متقدمة.

وينظر البعض داخل مايكروسوفت إلى تحالف أبل، وOpenAI على أنه “عقبة جديدة أمام جهود شراكتهم”، الرامية إلى تطوير منتجات ذكاء اصطناعي استهلاكية ناجحة.

وتعمل مايكروسوفت مع شركاء ذكاء اصطناعي جدد، ففي العام الماضي وقعت الشركة صفقات مع Meta، وMistral AI، اللتين تنشئان أنظمة ذكاء اصطناعي مفتوحة المصدر.

وقد تعني الزيادة المحتملة في الاستخدام الجديد لتكنولوجيا OpenAI الناجمة عن الشراكة مع أبل “المزيد من الإيرادات لمايكروسوفت”، التي تستضيف برمجة الشركة الناشئة حصرياً على سحابة Azure الخاصة بها، وفق “وول ستريت جورنال”.

جوجل.. وقيعة محتملة مع أبل
قد تكون الصفقة مفيدة لمايكروسوفت من حيث أنها ربما تثير الوقيعة بين أبل، وجوجل، المنافس المباشر في مجال الذكاء الاصطناعي.

ومنذ عام 2003، نجحت أبل في جعل جوجل محرك البحث الافتراضي في متصفح Safari الخاص بها، وعرضت قدرة Siri على إعادة توجيه المستخدمين إلى ChatGPT، لإجراء بعض الاستفسارات المرور على جوجل للخطر.

وكثفت أبل، العمل على دمج الذكاء الاصطناعي في جميع منتجاتها بدءاً من أوائل عام 2023، وتعمل أيضاً على تكنولوجيا شبيهة بـChatGPT، حسبما قال أشخاص مطلعون على الخطط لـ “وول ستريت جورنال”.

OpenAI نحو عالم أرحب
يمنح دمج منتج ChatGPT في عروض أبل، شركة OpenAI التي لديها نحو 100 مليون مستخدم على أساس أسبوعي، إمكانية الوصول إلى عالم أرحب بكثير من إمكانات المستخدم مقارنة بما لديها بالفعل، حتى بعد انطلاقاتها المذهلة، إذ قالت أبل إن نحو 2.2 مليار من أجهزتها قيد الاستخدام في جميع أنحاء العالم.

كما أن حضور OpenAI في فعالية كبيرة تنظمها أبل يمثل “شكلاً من أشكال العودة إلى الوطن” لـ”ألتمان”، الذي طالما كان معجباً بالشركة ومؤسسها، الراحل ستيف جوبز، ففي عام 2008، تحدث ألتمان الذي كان آنذاك في الثالثة والعشرين من عمره، في فعالية أقامتها أبل للترويج لخدمة تتبع المواقع الخاصة به، والتي تحمل اسم “Loopt”.

وتتوافق هيمنة أبل في مجال التكنولوجيا الاستهلاكية مع طموحات ألتمان لـ”OpenAI” في تطوير منتجات على غرار ChatGPT، التي تتمتع بجاذبية كبيرة على مستوى الأشخاص العاديين.

كما عمل ألتمان على جهاز شخصي يعمل بالذكاء الاصطناعي، بمساعدة المصمم السابق في شركة أبل، جوني أيف.