د. عماد قطارة | توقعات وتحديات 2024.
توقعات وتحديات 2024 .. تحقيق النمو الإقتصادي الشامل في مصر وحل أزمة الدولار هو التحدي المحوري أمام الاقتصاد المصري في السنوات الجاية، وعلى الرغم من اللي حققته مصر من تقدم على الصعيد الإقتصادي والإجتماعي خلال الفترة اللي فاتت، فللأسف مازالت مصر بتعاني من أزمة (الدولار) وإرتفاع الأسعار والبطالة وضعف برامج الحماية الاجتماعية.
وده عشان نحله محتاجين سياسة اقتصادية ملائمة عشان نقدر نتغلب على التحديات دي ونحقق النمو الاقتصادي الشامل، احنا محتاجين سياسة اقتصادية قادرة على تنمية القدرات الإنتاجية ودعم التحول الهيکلي، وتساعد في خلق فرص العمل اللائقة، وتعزز الحماية الإجتماعية، وتطبق المعايير الدولية للعمل وحقوق العمال وتشدد الرقابة، وتحسن بيئة الأعمال والمنافسة، وتعزز الشفافية والمساءلة، وهو مع نأمله مع التغير الوزاري الجديد وتغير الحكومة، لأن کفاءة الحکومة ومراقبتها هي اللي هتعزز النمو الاقتصادي الشامل اللي بيقوده القطاع الخاص.
علشان نحقق اللي محتاجينه في السنوات القادمة بداية من 2024 لازم سياستنا الفترة الجاية تقوم على عدة عوامل منها:
– دعم ديناميکية الأعمال والأسواق الشاملة، وده من خلال تحفيز دور القطاع الخاص وخلق فرص عمل جديدة مناسبة.
– تشجيع الإندماج في سلاسل القيمة العالمية عشان نحسن من القدرة التنافسية للصادرات المصرية.
– المساعدة في تحسين قدرة المشروعات الصغيرة والمتوسطة على التصدير وفي بنوك كتير قدمت أقوي الخدمات لمساندة المشاريع دي.
– إننا كمان لازم نشجع المبتكرين والابتکار الواسع النطاق ويبقى فيه نشر سريع وعميق للتکنولوجيا اللي كل ثانية بتطور.
– نحاول طول الوقت إننا نعزز من الحوار المجتمعي، ويكون استثمارنا الأول في المعرفة والتعلم واکتساب المهارات وتشجيع الشباب وقدراتهم الإبداعية والسماع دايما لأفكار الجيل الجديد، وده اللي ”الرئيس السيسي“ دايما بيأكد علينا فيه في سياسيتة الحكيمة والمميزة للدولة.
أنا بشوف أن السياسة النقدية في مصر محتاجة لإدارة المعروض مش تحجيم الطلب للسيولة الدولارية، بمعنى أننا نحفاظ على الاحتياطي النقدي وبدل من وجود سعرين للدولار، سعر معلن من المركزي أقل من السعر الحقيقي، وسعر في السوق السوداء أعلى من السعر الحقيقي، وده من خلال إدارة المعروض وليس تحجيم الطلب في السوق الدولاري، مع ضرورة إلغاء كافة القيود المفروضة على تداول الدولار في السوق المحلي، وإلغاء كافة القيود على تحويلات الدولار للخارج، وأننا نسيب تحديد سعر الجنيه لقوى العرض والطلب بالسوق واللي بنسميه (التعويم)، وده من خلال تعويم تدريجي للدولار قدام الجنيه من خلال خطة زمنية معلنة، وده هيؤدي إلى توفير مصادر تمويلية للدولار لتلبية احتياجات السوق بعيداً عن استنزاف الاحتياطي النقدي وهيكون ده مردود إيجابي على ارتفاع جاذبية السوق المصري وزيادة الاستثمارات الأجنبية المباشرة وزيادة الصادرات، وعودة تحويلات المصريين بالخارج، وبالتالي هنحفز النمو وهيزيد الاحتياطي المصري من العملات الأجنبية.
كلنا عارفين أن بلدنا مصر مليانة خير وعندنا كوادر ممتازة، كل المطلوب مننا هو الصبر ووضع خطط فعاله للحل، ولازم نبقى مقدرين أن اقتصادنا أتعرض لأزمات مش سهلة بداية من أزمة جائحة كورونا وانعكاساتها الاقتصادية المختلفة، وصولاً إلى تبعات الحرب في أوكرانيا ومردوداتها العنيفة على مختلف القطاعات الاقتصادية، غير أزمات الوقت الراهن واللي بيحصل حوالينا في دول الأشقاء اللي على حدودنا وده طبعا بدوره بيأثر علينا.
ولكن مع بداية 2024 وبعد إجراء الانتخابات الرئاسية ظهر بصيص من الأمل في تخفيف أزمة (الدولار) وفيه انفراجة على وشك الظهور هتحصل في ظل العديد من المؤشرات المختلفة والثمار المُنتظر حصادها اللي زرعتها مصر في الفترة الأخيرة، بما فيها انضمام مصر لمجموعة (بريكس) واللي هتسهل التبادل بين الدول الأعضاء من خلال العملات المحلية، وبالتالي هيخفف من الضغط على العملة الأجنبية، وتفعيل اتفاقيات تبادل العملات باعتبارها متنفس جديد للجنيه المصري وتمت بالفعل اتفاقية التبادل مع الامارات العربية المتحدة واللي هتوفر حوالي مليار و400 مليون دولار، كمان فيه اتفاقات مبادلة الديون مع الصين، وتمت دراسة اتجاه المقايضة مع عددٍ من الدول زي الهند ورسيا علشان نخفف أكتر من الضغط على العملة، غير المبادرات المختلفة اللي قامت بيها الدولة منها مبادرات توفير العملة زي الشهادات الدولارية اللي بتعتبر منتج جديد وبفائدة غير مسبوقة، بجانب الاتفاق مع هيئة التمويل الدولية لإصدار سندات بالجنيه، وفيه كمان برنامج الطروحات الحكومية، اللي بيتضمن 32 شركة، من بينهم شركات تم بالفعل إجراء “فحص نافي للجهالة” لها، وغيرها من القرارات والمبادرات اللي بتشكل دفعة على المدى القصير، جنباً إلى جنب مع الاستراتيجيات اللي بدأت مصر تتبعها للإصلاح الاقتصادي ومحاوله الوصول إلى الإكتفاء الذاتي وتعظيم المنتج المحلي عشان نخفف الضغط على الدولار وساعدتنا المقاطعة في ده جداً، كمان سعينا الدائم في جذب استثمارات جديدة، هيكون من ضمن العوامل المبشرة بانفراجات أوسع على المدي المتوسط والطويل، وكلنا شوفنا النقلة الكبيرة في بناء المدن الجديدة العملاقة وتنشيط السياحة فيها زي مدينة (العالمين الجديدة) والأنشطة والمهرجانات اللي قامت فيها الصيف اللي فات في 2023.
أما بنسبه لـ (الذهب) وتوقعاته في السنة الجاية، فالبنك الدولي بيتوقع ارتفاع متوسط في أسعار الذهب بنسبة 6% خلال عام 2024 ليصل إلى 1900 دولار للأونصة قبل أن يعود إلى التراجع في العام القادم .
وكان أشار البنك الدولي في تقرير له بيتكلم فيه عن مستقبل السلع، ووضح أن الاضطرابات الجيوسياسية أثرت مرة تانية على سوق الذهب، ومن المحتمل أن الطلب على الملاذ الآمن هيؤدي إلى ارتفاع الأسعار، وكمان أى تصعيد محتمل في حرب الكيان الصهيونى مع فلسطين هيخلق مزيد من الفوضى فى الشرق الأوسط.
أما بنسبه لـ (العقارات) فأسعار العقارات في مصر حصل فيها ارتفاع كبير خلال عام 2023 بنسبة وصلت 100% في بعض المشروعات الجديدة على أثر ارتفاع التضخم وزيادة تكاليف الإنشاء وانخفاض العملة المحلية مع ارتفاع الطلب على العقار للتحوط من خفض جديد في سعر صرف الجنيه المصري.
وبحسب بيان من البنك المركزي المصري كان وصلت معدلات التضخم الأساسي في مصر إلى 38.1% في أكتوبر 2023 مقارنة بـ 39.7% في سبتمبر 2023 ،وعلى الرغم من الانخفاض الطفيف في معدلات التضخم الأساسي، إلا أن أسعار العقارات ارتفعت بنسبة تقارب 70% في آخر 6 شهور خصوصاً في مدن القاهرة الجديدة والعاصمة الإدارية، وغرب القاهرة، العين السخنة، والساحل الشمالي اللي شهد أعلى ارتفاعات في الأسعار.
والاسعار المرتفعة دي بترجع لسببين؛
– الأول بسبب الارتفاعات الكبيرة والمستمرة في أسعار مدخلات البناء زي الحديد والأسمنت وغيره وقلق الكثير من المطورين من الأسعار دي وقدرتهم على إتمام تنفيذ المشروعات في التوقيتات المتفق عليها مع العميل.
– أما السبب التاني فبيتعلق بارتفاع الطلب على العقار، واللي ممكن نسميه “الهلع الشرائي” واللي دفع المطورين لرفع أسعار الوحدات المطروحة مؤخرا.
و توقعات زيادة الأسعار خلال 2024 غير معروف بشكل دقيق، لأن البعض بيسعر وحداته على أساس يومي، وعلى حسب لو كان عنده وحدات يمكن طرحها ولا المشروع أتباع بالكامل وبالتالي صعب توقع الأسعار خلال الأيام الجاية.
وأخيراً.. أتمنى ميكونش عندنا يأس أبدا ونتفائل ببكره أنه هيكون أفضل.. وكل سنة وأنتم طيبين مع تمنياتي ليكم بسنة سعيدة وخير للجميع.