تحذير طبي.. لماذا يتحول الجريب فروت إلى “سم” مع أدوية الكوليسترول؟
تعتبر أدوية الكوليسترول، وتحديداً عائلة “الستاتينات”، حجر الزاوية في حماية ملايين الأشخاص من أمراض القلب والسكتات الدماغية. ومع ذلك، يحذر الأطباء في عام 2025 من عدو طبيعي غير متوقع قد يتسبب في آثار جانبية كارثية وهو فاكهة الجريب فروت. السر يكمن في مادة كيميائية موجودة في هذه الفاكهة تسمى “فورانوكومارين”، والتي تمتلك قدرة غريبة على تعطيل إنزيم حيوي في الأمعاء يسمى (CYP3A4). هذا الإنزيم هو المسؤول عن تفكيك الدواء والتحكم في كمية المادة الفعالة التي تدخل إلى مجرى الدم، وعندما يتعطل، يمتص الجسم كمية هائلة من الدواء تتجاوز الجرعة الآمنة بمراحل.
عندما تدخل هذه الكميات الكبيرة من أدوية الكوليسترول إلى الدم، يبدأ الجسم في إظهار ردود فعل خطيرة، وأبرزها ما يُعرف طبياً بـ “انحلال العضلات المخططة”. في هذه الحالة، تبدأ الألياف العضلية في الانهيار والتحلل، مما يؤدي إلى آلام عضلية شديدة وضعف عام في الجسم. والأسوأ من ذلك هو أن نواتج هذا التحلل العضلي تنتقل عبر الدم لتصل إلى الكلى، وبسبب حجم جزيئاتها الضخم، فإنها تسد مرشحات الكلى الدقيقة، مما يؤدي في كثير من الحالات إلى فشل كلوي حاد ومفاجئ يتطلب تدخلاً طبياً طارئاً وغسيلاً كلوياً فورياً.
الخطير في الأمر أن هذا التأثير لا يزول بسرعة؛ فشرب كوب واحد من عصير الجريب فروت يمكن أن يعطل إنزيمات الجسم لمدة تصل إلى 72 ساعة. هذا يعني أن المريض لا يمكنه ببساطة تناول الفاكهة في الصباح والدواء في المساء، لأن الإنزيمات ستظل معطلة طوال اليوم. لذا، تنص التوصيات الطبية الحديثة على ضرورة الامتناع التام عن تناول الجريب فروت أو عصيره طالما كان الشخص يتناول أنواعاً معينة من الستاتينات مثل (أتورفاستاتين) أو (سيمفاستاتين). البديل الآمن دائماً هو اللجوء لفواكه أخرى كالبرتقال والليمون، والتي لا تحتوي على تلك المادة المعطلة للإنزيمات، لضمان الحصول على فوائد الدواء دون تعريض العضلات والكلى للخطر.




