د. هيثم بدران : الإخصاب المساعد

مقالات

د. هيثم بدران : الإخصاب المساعد

إن من أهم الوسائل المستخدمة في مجال الإخصاب المساعد الآن وفي السنوات الأخيرة هي طريقة التلقيح الصناعي وطريقة الحقن المجهري.

نبدأ بالتلقيح الصناعي وهو وسيلة الغرض منها مضاعفة فرص حدوث الحمل، حيث تعطى المريضة بعض العقاقير لتنشيط المبايض بشكل جيد ومتابعة نمو البويضات حتى تصل إلى الحجم القابل للإخصاب، وعند هذه المرحلة يتم إعطاء حقنة لحدوث التبويض، وبعدها يتم أخذ مني الزوج ومعالجته لاختيار أفضل الحيوانات المنوية، ثم تحقن داخل الرحم عن طريق قسطرة رفيعة.

وذلك بدون ألم أو تخدير، ويتم في العيادة الخارجية وتستريح بعدها الزوجة لمدة تصل إلى الساعة، ثم تعود إلى البيت، ويوصف لها بعض العلاجات للمساعدة على تثبيت الحمل إن شاء الله.

وتستخدم هذه الطريقة في حالات الضعف البسيط في السائل المنوي أو ضعف التبويض لدى السيدة، ويتطلب سلامة قنوات فالوب. وتمنح هذه الطريقة الفرصة للزوجين لحدوث الحمل بنسبة جيدة ويمكن إعادتها 3-4 مرات في حالة عدم نجاحها، لكن يجب على الطبيب والزوجين مراجعة الأمر في حالة تكرار فشل العملية والتفكير في المرحلة الأخرى من وسائل الإخصاب المساعد إلا وهي الحقن المجهري.

أما عن الحقن المجهري فهو ثورة في العلم الحديث كخطوة تمت بعد بداية العلاج بأطفال الأنابيب. ففي عملية أطفال الأنابيب المعتادة كان يتم تلقيح البويضات بالحيوانات المنوية عن طريق وضع عدد معين من الحيوانات المنوية مع كل بويضة، ليتم الإخصاب بصورة عشوائية تعتمد على عدد الحيوانات المنوية الموضوعة وحركتها.

أما في حالة الحقن المجهري فيتم حقن الحيوان المنوي داخل البويضة مباشرة، بحيث يتم حقن حيوان منوي واحد داخل كل بويضة، وذلك تحت المجهر الإلكتروني.

والحقن المجهري جاء كطوق نجاة لحالات كثيرة كانت في الماضي فكرة الإنجاب هي فكرة مستبعدة بالنسبة إليهم، وهم بالأخص الأزواج الذين يعانون من نقص شديد في عدد الحيوانات المنوية أو في حركتها. كما أن فيه الأمل لحالات انسداد الأنابيب عند السيدات، حيث إن الأنابيب وظيفتها نقل البويضة من المبيض إلى الرحم وأيضاً فيها يتم الإخصاب، وكل هذه المراحل تتم خارج الجسم في الحقن المجهري.

كما أنه الطريق الأقصر لحدوث الحمل في حالات كبر سن الزوجة وعدم الرغبة في الانتظار خوفاً من توقف التبويض أو في حالات طول فترة الزواج دون وجود سبب معين واضح لتأخر حدوث الحمل.

ومن هذا، نجد أن فيه الأمل لنسبة كبيرة من حالات تأخر الحمل.
وخطوات الحقن المجهري تتلخص في:

* تنشيط التبويض لدى الزوجة، ويتم هذا بالطبع بعد عمل التحاليل اللازمة، لتحديد الجرعات المناسبة والبروتوكول الملائم للزوجة.

* متابعة حجم البويضات بعمل أشعة موجات فوق الصوتية.

* عند وصول البويضات لحجم معين يتم إعطاء الزوجة حقنة لحدوث التبويض.

* يتم سحب البويضات عن طريق المهبل بعملية بسيطة تحت تأثير مخدر كلي في فترة تتراوح من ١٠ إلى ١٥ دقيقة فقط، بحيث لا تشعر المريضة بأي شيء عند الإفاقة، وفي الغالب قد لا تحتاج حتى إلى مسكن.

يتم إخصاب البويضات في وسط معين بالحيوانات المنوية عن طريق حقنها بالحيوانات المنوية مباشرة تحت المجهر.

* توضع البويضات المخصبة في حضانات معينة لمتابعة انقساماتها ويحدد يوم معين لإرجاع الأجنة المنقسمة إلى رحم الزوجة بعد اختيار أفضل أجنة.

* يتم عمل اختبار الحمل بعد أسبوعين من زرع الأجنة.

نسأل الله السلامة للجميع