د. هشام عمار : هل أنت مريض كوليسترول؟
إن ارتفاع الكوليسترول هو أحد الأسباب الرئيسية لأمراض القلب والشرايين، وأيضًا أمراض السكتة الدماغية وأمراض الأوعية الدموية الطرفية.. ولكن الوقاية من هذه الأمراض ممكن عن طريق معرفة ما هي الخطورة.
ما هو الكوليسترول؟
الكوليسترول هو مادة شمعية تترسب على جدار الشرايين وتسبب أمراض تصلب الشرايين لجميع أعضاء الجسم المختلفة، خاصة القلب والمخ والشرايين الطرفية، وتسبب الأزمات القلبية والسكتات الدماغية وغرغرينة الأطراف.
ارتفاع الكوليسترول في الدم ليست له أعراض.. إن إجراء اختبار الدم هو الطريقة الوحيدة للكشف عن إصابتك.
تحليل الدم، الذي يُجرى للتحقق من مستويات الكوليسترول ويُعرف باسم تحليل الدهون ما يلي:
مستوى الكوليسترول الكلي.
مستوى كوليسترول البروتين الدهني منخفض الكثافة.
مستوى كوليسترول البروتين الدهني مرتفع الكثافة.
مستوى الدهون الثلاثية، وهي نوع من الدهون الموجودة في الدم.
بوجه عام، سيُطلب منك الصوم وعدم تناول أي طعام أو سوائل بخلاف الماء لمدة من تسع إلى 12 ساعة قبل الاختبار، لكن لا تتطلب بعض فحوصات الكوليسترول الصوم، لذا اتبع تعليمات الطبيب.
الأسباب
ينتقل الكوليسترول عبر الدم مرتبطًا بالبروتينات، ويطلق على هذا المركّب الذي يجمع بين الكوليسترول والبروتين اسم البروتين الدهني، وتختلف أنواع الكوليسترول تبعًا لما يحمله البروتين الدهني، وتتمثل فيما يلي:
البروتين الدهني منخفض الكثافة LDL.. ينقل البروتين الدهني منخفض الكثافة، أو الكوليسترول «الضار»، جسيمات الكوليسترول إلى جميع أجزاء الجسم.. يتراكم كوليسترول البروتين الدهني منخفض الكثافة في جدران الشرايين فتصبح متصلبة وضيقة.
البروتين الدهني مرتفع الكثافة HDL.. البروتين الدهني مرتفع الكثافة «الكوليسترول المفيد» يلتقط الكوليسترول الزائد ويعيده إلى الكبد.
عادةً ما يُستخدم تحليل دهنيات الدم لقياس الدهون الثلاثية Triglycerides ، وهي نوع من الدهون الموجودة بالدم. وقد يؤدي ارتفاع مستوى الدهون الثلاثية كذلك إلى زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب.
وتسهم العوامل التي يمكنك التحكم فيها، مثل قلة الحركة والسمنة واتباع نظام غذائي غير صحي، في ارتفاع مستوى الكوليسترول الضار ومعدلات الدهون الثلاثية. وقد تسهم في ذلك أيضًا عدة عوامل لا يمكنك التحكم فيها، على سبيل المثال، قد يزيد تكوينك الجيني من صعوبة تخلص الجسم من كوليسترول البروتين الدهني منخفض الكثافة أو تكسيره في الكبد.
وتشمل الحالات المرضية التي قد تنتج عنها مستويات كوليسترول غير صحية ما يلي:
داء الكلى المزمن.
داء السكري.
فيروس نقص المناعة البشري/ الإيدز.
قصور الدرقية.
الذئبة.
وقد تتفاقم مستويات الكوليسترول أيضًا نتيجة بعض أنواع الأدوية التي قد تأخذها لعلاج مشكلات صحية أخرى، مثل:
حب الشباب.
السرطان.
ارتفاع ضغط الدم.
فيروس نقص المناعة البشري/ الإيدز.
اضطراب نظم القلب.
زرع الأعضاء.
ما هي عوامل الخطورة؟
تشمل العوامل التي قد تزيد من احتمال ارتفاع الكوليسترول إلى مستويات غير صحية ما يلي:
النظام الغذائي السيئ
قد يؤدي تناول الكثير من الدهون المشبعة أو المتحولة إلى وصول الكوليسترول إلى مستويات غير صحية. توجد الدهون المشبعة في أجزاء اللحوم الدسمة ومشتقات الحليب كاملة الدسم، أما الدهون المتحولة فغالبًا ما توجد في التسالي المعبأة أو الحلويات.
السمنة
إذا كان مؤشر كتلة جسمك 30 أو أكثر، فأنت معرض لخطر ارتفاع نسبة الكوليسترول.
قلة ممارسة الرياضة
تساعد ممارسة التمارين الرياضية في تعزيز البروتين الدهني مرتفع الكثافة «HDL» أي الكوليسترول الجيد في الجسم.
التدخين
قد يؤدي تدخين السجائر إلى انخفاض مستوى البروتين الدهني مرتفع الكثافة، أي الكوليسترول الجيد.
المشروبات الكحولية
يمكن أن يؤدي الإفراط في شرب الكحوليات إلى زيادة مستوى الكوليسترول الإجمالي.
العمر
حتى الأطفال الصغار قد يرتفع لديهم الكوليسترول إلى مستوى غير صحي، لكنه أكثر شيوعًا لدى الأشخاص فوق سن الأربعين. فمع التقدم في العمر، يصبح الكبد أقل قدرة على التخلص من كوليسترول البروتين الدهني منخفض الكثافة «LDL».
العلاج
تُعد التغيرات في نمط الحياة، مثل ممارسة التمارين الرياضية واتباع نظام غذائي صحي، خط الدفاع الأول أمام ارتفاع مستوى الكوليسترول. ولكن، إذا أجريت هذه التغيرات المهمة في نمط الحياة، وظلت مستويات الكوليسترول مرتفعة، فقد يُوصي طبيبك بتناول دواء.
يعتمد اختيار الدواء أو مجموعة الأدوية على عوامل مختلفة، بما في ذلك عوامل الخطر الشخصية وعمرك وحالتك الصحية والآثار الجانبية المحتملة للدواء.
وتشمل الاختيارات الشائعة ما يلي:
الأدوية الخافضة للكوليسترول
تعمل الأدوية الخافِضة للكوليسترول على إعاقة مادة يحتاجها الكبد لإنتاج الكوليسترول. ويدفع هذا الكبد إلى التخلص من الكوليسترول الموجود في الدم وتسمي ستاتين statin
مثبطات امتصاص الكوليسترول
تَمتص أمعاؤك الدقيقة الكوليسترول من الغذاء وتفرزه في مجرى الدم. يساعد دواء إزيتمايب في تقليل مستوى الكوليسترول في الدم عن طريق الحد من امتصاص الكوليسترول من الطعام. يمكن استخدام إزيتمايب مع الأدوية الخافِضة للكوليسترول.
حمض البيمبيدويك
يعمل هذا الدواء الأحدث بالطريقة نفسها التي تعمل بها الأدوية الخافِضة للكوليسترول، لكن احتمالية تسببه في آلام في العضلات أقل. يمكن أن تساعد إضافة حمض البيمبيدويك إلى الحد الأقصى من جرعة الدواء الخافِض للكوليسترول في تقليل البروتين الدهني منخفض الكثافة «LDL» بدرجة كبيرة. يتوافر أيضًا قرص مركب يحتوي على كل من حمض البيمبيدويك وإزيتمايب.
مثبطات PCSK9
يمكن أن تساعد هذه الأدوية الكبد في امتصاص المزيد من كوليسترول البروتين الدهني منخفض الكثافة «LDL»، ما يؤدي إلى تقليل كمية الكوليسترول المنتشر في الدم. يمكن استخدام أليروكوماب وإيفولوكوماب مع الأشخاص المصابين بحالة وراثية تتسبب في وجود مستويات مرتفعة للغاية من البروتين الدهني منخفض الكثافة «LDL»، أو مع الأشخاص الذين سبقت إصابتهم بمرض الشريان التاجي الذين لا يتحملون الأدوية الخافِضة للكوليسترول أو أدوية الكوليسترول الأخرى. تُحقن هذه الأدوية تحت الجلد كل بضعة أسابيع.. أيضًا هناك أدوية حديثة تستخدم كل ستة أشهر وهي تعتبر ثورة في علم أدوية الكوليسترول وتسمي إنكليسيران، وهي أدوية باهظة الثمن.
الوقاية
نفس تغييرات نمط الحياة لصحة القلب التي قد تُقلِّل من مستوى الكوليسترول، قد تُساعِدك في الوقاية من ارتفاع نسبة الكوليسترول من البداية. للوقاية من ارتفاع نسبة الكوليسترول، يمكنكَ:
تَناوُل نظام غذائي قليل المِلح يُركِّز على الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة.
الحدُّ من كمِّيَّة الدهون الحيوانية واستخدام الدهون الجيدة باعتدال.
التخلُّص من الوزن الزائد، والحفاظ على الوزن الصحي.
الإقلاع عن التدخين.
ممارسة التمارين معظم أيام الأسبوع لمدة 30 دقيقة على الأقل.
تَناوُل الكحول باعتدال، إذا لم يتمَّ منعه على الإطلاق.
التعامُل مع الضغوط.
ودائمًا الوقاية مهمة، ولكن مرض ارتفاع الكوليسترول هو مرض العصر وعلاجه والتعامل معه في منتهى الأهمية.
تحياتي