ما وراء السكر.. الفوائد التراكمية للعجين المخمر على صحة الأيض

صحة

ما وراء السكر.. الفوائد التراكمية للعجين المخمر على صحة الأيض

تأثير خبز العجين المخمر على السكر في الدم لا يتوقف عند حدود الوجبة الواحدة، بل يمتد ليشمل تحسينات بنيوية في طريقة تعامل الجسم مع الغذاء. أحد الاكتشافات الهامة في عام 2025 هو دور العجين المخمر في تحييد حمض الفيتيك (Phytates). في الخبز العادي، يرتبط حمض الفيتيك بالمعادن مثل المغنيسيوم والزنك ويمنع امتصاصها. المغنيسيوم تحديداً هو عنصر أساسي في عملية استقلاب السكر وتنظيم حساسية الإنسولين. بفضل التخمير الطويل، يتم تكسير الفيتات، مما يرفع من حيوية المعادن الممتصة، وهذا بدوره يدعم خلايا البنكرياس ويحسن من كفاءة عمل الإنسولين في الجسم.

علاوة على ذلك، يساهم العجين المخمر في تحسين صحة الميكروبيوم (بكتيريا الأمعاء). الأبحاث تشير إلى وجود صلة وثيقة بين توازن بكتيريا الأمعاء وتنظيم مستويات الجلوكوز. التفاعلات الكيميائية التي تحدث أثناء تخمير العجين تنتج مركبات “بريبايوتيك” تغذي البكتيريا النافعة، وهذه البكتيريا تفرز أحماضاً دهنية قصيرة السلسلة تساعد في تحسين حساسية الإنسولين وتقليل الالتهابات الجهازية التي تعتبر مسبباً خفياً لارتفاع السكر المزمن. هذا يعني أن تناولك لهذا الخبز بانتظام هو بمثابة “علاج وقائي” لأمعائك وعملية الأيض لديك.

من الناحية العملية، يجب الحذر من “العجين المخمر الزائف” الموجود في بعض المتاجر، والذي يضاف إليه الخل ليعطي طعماً حامضاً دون عملية تخمير حقيقية. الفوائد المذكورة تتعلق فقط بالخبز الذي استغرق تخميره من 12 إلى 24 ساعة على الأقل. عند الالتزام بالنوع الأصلي، ستلاحظ انخفاضاً في الرغبة الشديدة في تناول السكريات (Sugar Cravings)، لأن سكر دمك لن يختبر تلك الانخفاضات الحادة التي تتبع تناول الكربوهيدرات المكررة. إن جعل العجين المخمر جزءاً من نظامك الغذائي هو خطوة ذكية لتحقيق توازن هرموني وصحي مستدام، يجمع بين متعة الطعم وحماية الجسم من تقلبات السكر.