يُعد البنكرياس من أهم الأعضاء في الجسم، إذ يفرز إنزيمات تساعد على هضم الدهون والبروتينات والكربوهيدرات، كما ينظّم مستويات السكر في الدم من خلال إفراز هرموني الإنسولين والجلوكاجون.
وعندما يحدث قصور في البنكرياس (Pancreatic Insufficiency)، يضعف إنتاج الإنزيمات، فيُصبح امتصاص العناصر الغذائية أصعب، مما يؤدي إلى سوء تغذية ومشكلات في الجهاز الهضمي.
ولأن العلاج لا يعتمد فقط على الأدوية، فإن النظام الغذائي الصحي يُعد الخطوة الأهم في دعم البنكرياس وتحسين عمله.
أولاً: ما هو قصور البنكرياس؟
قصور البنكرياس يعني عدم قدرة الغدة على إفراز كميات كافية من الإنزيمات الهاضمة.
ويحدث هذا القصور نتيجة لأسباب مختلفة مثل:
التهاب البنكرياس المزمن.
التليف الكيسي.
السكري المزمن.
الجراحات المعوية أو البنكرياسية.
وتشمل الأعراض الشائعة:
انتفاخ وغازات.
براز دهني أو فاتح اللون.
فقدان الوزن غير المبرر.
ضعف في الشهية أو غثيان.
ثانياً: التغذية الصحية كخط الدفاع الأول
التغذية المناسبة تساعد على تعويض النقص في الإنزيمات وتحسين امتصاص العناصر الضرورية.
فيما يلي أهم المبادئ التي يجب اتباعها:
1. تناول وجبات صغيرة ومتكررة
بدلًا من ثلاث وجبات كبيرة، يُفضّل تقسيم الطعام إلى 5 أو 6 وجبات خفيفة يوميًا.
ذلك يخفف العبء عن البنكرياس ويمنع الانتفاخ والشعور بالثقل.
2. تقليل الدهون المشبعة
الدهون تُعد من أصعب العناصر هضمًا عند وجود قصور في البنكرياس.
يُنصح بتقليل:
الأطعمة المقلية.
الزبدة والسمن الحيواني.
اللحوم الدسمة والمأكولات الجاهزة.
واستبدالها بـ:
زيت الزيتون.
الأفوكادو.
المكسرات النيئة (بكميات معتدلة).
3. زيادة البروتينات سهلة الهضم
يساعد البروتين على ترميم خلايا الجسم وتقوية العضلات.
من أفضل مصادر البروتين الخفيف:
الدجاج المشوي أو المسلوق.
الأسماك البيضاء (مثل البلطي والهلبوت).
العدس والفول المسلوق.
البيض المسلوق.
4. التركيز على الكربوهيدرات المعقدة
الكربوهيدرات الصحية تزود الجسم بالطاقة دون إرهاق البنكرياس.
اختاري:
الشوفان.
البطاطا الحلوة.
الحبوب الكاملة.
وتجنبي الحلويات المصنعة والمشروبات السكرية.
5. شرب كمية كافية من الماء
الماء يسهل عملية الهضم ويمنع الجفاف، خاصةً عند فقدان السوائل بسبب سوء الامتصاص.
يُنصح بشرب 8 أكواب يوميًا على الأقل.
ثالثاً: الأطعمة التي تُحسّن من أداء البنكرياس
بعض الأطعمة تحتوي على عناصر تساعد في دعم صحة البنكرياس وتنظيم إفراز الإنزيمات:
نوع الطعام الفائدة الرئيسية
الخضروات الورقية مثل السبانخ والكرنب غنية بمضادات الأكسدة التي تقلل الالتهاب
الثوم والبصل يحتويان على مركبات الكبريت التي تدعم صحة الكبد والبنكرياس
الكركم مضاد طبيعي للالتهاب ويساعد على تجديد خلايا البنكرياس
التوت الأزرق والعليق غنيان بمضادات الأكسدة التي تحمي الخلايا من التلف
الزبادي الطبيعي يحتوي على البروبيوتيك لتحسين صحة الجهاز الهضمي
الزنجبيل يساعد على تنشيط إفراز العصارات الهضمية ويخفف الغثيان
رابعاً: أطعمة يجب تجنبها تمامًا
الأطعمة المقلية والمشبعة بالزيوت.
المشروبات الغازية والكحولية.
المخبوزات الصناعية والوجبات السريعة.
الصلصات الدسمة (مثل المايونيز والكريمة الثقيلة).
القهوة بكميات كبيرة، لأنها قد تهيّج البنكرياس.
خامساً: المكملات والإنزيمات المساعدة
في بعض الحالات، يصف الطبيب إنزيمات بنكرياسية مُكملة تُؤخذ مع الطعام لتحسين الهضم، إضافةً إلى الفيتامينات القابلة للذوبان في الدهون (A, D, E, K) لتعويض النقص الناتج عن سوء الامتصاص.
لكن يجب تناولها تحت إشراف طبي فقط لتجنب أي آثار جانبية.
سادساً: نمط الحياة ودوره في دعم البنكرياس
الإقلاع عن التدخين والكحول لأنهما من أخطر العوامل التي تضعف البنكرياس.
ممارسة الرياضة المعتدلة لتحسين الدورة الدموية وتنظيم السكر في الدم.
الراحة وتقليل التوتر، لأن التوتر يزيد من اضطرابات الجهاز الهضمي.
سابعاً: نموذج ليوم غذائي متوازن لمرضى قصور البنكرياس
الوجبة المكونات المقترحة
الإفطار شوفان بالحليب الخالي من الدسم + ملعقة عسل + فواكه طازجة
وجبة خفيفة حفنة مكسرات أو زبادي طبيعي
الغداء صدر دجاج مشوي + خضار مطهية بالبخار + أرز بني
وجبة خفيفة عصير طبيعي بدون سكر أو ثمرة موز
العشاء شوربة عدس + قطعة خبز أسمر
قبل النوم كوب حليب دافئ قليل الدسم
إن التغلب على قصور البنكرياس لا يتحقق بالأدوية وحدها، بل يعتمد بشكل أساسي على نمط حياة متوازن وغذاء صحي يدعم الجسم ويخفف العبء عن الجهاز الهضمي.
