متي تذهبين بطفلك لأخصائي نفسي ؟
بقلم/ الكاتبه الروائيه
سها العسكري
يكتسب الاطفال العديد من المهارات أثناء نموهم، تعتمد بعض المهارات بشكل أساسي علي مستوي نضج أعصاب الطفل (مثل السيطره على التبول)، أما المهارات الاخري فتكون نتيجه تفاعل بين النمو الجسدي و الفكري (مثل سلوك الطفل في البيت او المدرسه)، و هذا يظهر في طريقه معاملته لأبويه و الأساتذه و الأصدقاء.
لهذا، فإن التربيه علي أُسس نفسيه سليمه، قد تجنب طفلك العديد من المشاكل النفسيه السلوكية المكتسبه، و قد أنتشر مؤخراً مفهوم التربيه الايجابيه الذي يهدف لتنشئه الاطفال علي أسس نفسيه سليمه.
سوف نناقش معكِ عزيزتي الأم هذه الأسس بالتفصيل، و لكن دعينا أولا نشرح لكِ ما هي أمراض الأطفال النفسيه؟!
الأضطرابات النفسيه عند الأطفال هي عباره عن أعراض سلوكيه سلبيه و غير محببه، حيث نستطيع من خلالها ان نلاحظ بأن هذا الطفل يعاني من بعض المخاوف او التوتر او حتي الأكتئاب و الحزن.
و قد تأخذ هذه الاضطرابات النفسيه عده أشكال…..
إليكِ بعض من الأنماط السلوكية و التي تدل علي ان طفلك يعاني من مشكلات نفسيه ويجب الذهاب لأخصائي نفسي…..
١/ مص الإبهام:
يعد مص الإبهام سلوك طبيعي في مرحله الطفوله المبكره، حيث يتوقف معظم الاطفال عن ممارسه هذه العاده في عمر ١_٢ سنه، و قد يستمر بعض الاطفال علي هذه العاده عند شعورهم ببعض التوتر،و لكن اذا أستمر ذلك بعد تجاوز الطفل عمر ال 5 سنوات، قد يؤدي إلى تشوهات تشريحيه، مثل سوء أرتصاف الأسنان، كما ان هذه العاده تعرض الطفل للسخريه من أصدقاؤه، أيضا يمكن لمص الإبهام المستمر ان يكون أشاره علي وجود أضطرابات عاطفيه مكبوته….
٢/ قضم الأظافر:
يعتبر قضم الاظافر من المشاكل الشائعه بين الأطفال الصغار، و عادهَ ما تختفي الي ان يبلغ الطفل، و لكنها غالبا تكون مرتبطه بالأضطرابات النفسيه و القلق و التوتر.
٣/ الأرجحه و هز الرأس:
علي الرغم من ان الأرجحه و هز الرأس يبدوان سلوك طبيعي و شائع لدي معظم الاطفال، و لكن اذا أستمر ذلك السلوك حتي بلوغ الطفل مرحله المراهقه، فيصبح وقتها سلوكاً مقلقاً، و يدل علي الشعور الدائم بالغضب و عدم الراحه.
٤/ الكذب:
ليس سلوك فطري بل مكتسب يتعلمه الطفل عن طريق التقليد، و قد أشارت الدراسات الي ان حوالي ٧٠% من الاطفال الذين يتصفون بالكذب يرجع الي الخوف من العقاب، و ١٠% يرجع الي أحلام اليقظه، و ٢٠% الي اغراض الغش و الخداع.
٥/ الشعور بالدونيه:
أسره الطفل هي المرآه التي يري فيها نفسه، و لهذا فمن المهم ان يشعر بانه طفل ناجح و طبيعي و جدير بالاحترام، فعندما لا يشعر بدفء العلاقه مع أبويه، فانه لا يشعر بموضع تقدير، فينظر الي نفسه نظره مشحونه بالدونيه و ضعف الثقه.
٦/ العدوانيه:
قد تكون موروثه او بسبب أعتلال عصبي، مشاهده افلام الرعب و الاعمال الدراميه العنيفه يؤدي الي تشجيع الطفل علي السلوك العدواني، ضيق مساحه المنزل و عدم وجود متنفس للأطفال في الخارج، يزيد من درجه العدوانيه لديهم، و هذه المشكله موجوده بكثره لدي الأسر الفقيره.
الخجل:
يتجنب الطفل الخجول لقاء الناس من خارج أسرته، و حين يتحدث يتحاشي النظر إليهم، يواجه الطفل الخجول صعوبه في طرح الأسئله علي معلميه، أيضا إهمال الوالدين و إنشغالهما عن طفلهما قد يؤدي إلى إحساسه بالخجل.
و في العموم عزيزتي الأم، فبعد طرح بعض من الاضطرابات النفسيه السلوكية لدي بعض الاطفال، دعينا نتعرف سوياً علي أسس التربيه السليمه لتجنب هذه الأضطرابات…..
١/ دعم الطفل نفسيا:
لا تكوني دائمه الانتقاد للطفل، فيفقد الثقه بنفسه، لذا حاولي تعديل سلوكه دون انتقاد بأن تكوني انتي نفسك قدوه له.
٢/ التحدث مع الطفل:
فهذا جزء أساسي لتربيه طفل سوي، قد يكون التحدث معه حول يومه، او ما يثير قلقه، دعيه يشعر انك موجوده حين يحتاج إليكِ.
٣/ وضع نظام المكافأه و العقاب:
فهذه الطريقه تحفزه علي فعل الاشياء الصائبه، و يمكنك الاستعانه بلوحه السلوك الجيد و وضع ملصقات بها مع التصرفات الايجابيه و إزاله ملصقات مع السلوك السلبي، و أحرصي ألا يتضمن العقاب اي إيذاء جسدي او نفسي.
٤/ طلب الاستشاره النفسيه اذا لزم الأمر:
المشاكل السلوكية لدي الأطفال ليست دائما بسيطه، و يمكن للوضع ان يخرج عن السيطره، يمكنك وقتها طلب المساعده من متخصص للحالات النفسيه المعقده، مثل حالات السلوك العدواني او الانطوائي.
و أخيرا عزيزتي الأم، فإن التربيه الجيده هي التربيه التي تقوم علي الفعل و ليس رده الفعل، و علي المعرفه و ليس علي العشوائية، فبالصبر و المثابره يمكن لأمور سيئه كثيره في حياه الصغار ان تزول و تتغير.