كيف تكشف أظافرك عن إصابتك بسرطان الرئة؟ علامات لا يجب تجاهلها

صحة

يُعدّ سرطان الرئة من أكثر أنواع السرطانات انتشاراً وخطورة حول العالم، وغالباً ما يتم اكتشافه في مراحل متقدمة بسبب غياب الأعراض الواضحة في بدايته. لكن المثير للاهتمام أن بعض التغيرات في الأظافر قد تُعطي مؤشرات مبكرة على وجود اضطرابات صحية داخل الجسم، بما في ذلك مشكلات في الجهاز التنفسي مثل سرطان الرئة.

في هذا المقال، سنتعرف على كيف يمكن لأظافرك أن تكشف عن إصابتك بسرطان الرئة، وما العلامات التي تستدعي القلق، إضافة إلى تفسيرات طبية محتملة لهذه التغيرات.

أولاً: العلاقة بين الأظافر وصحة الرئتين

الأظافر ليست مجرد جزء تجميلي في الجسم، بل تُعدّ مرآة دقيقة لحالتك الصحية الداخلية. إذ يعتمد نموها ولونها وشكلها على كمية الأكسجين والعناصر الغذائية التي تصل إلى الأنسجة.

وعندما تتأثر الرئتان بأمراض خطيرة مثل سرطان الرئة، ينخفض مستوى الأكسجين في الدم، مما يؤدي إلى تغيرات واضحة في شكل الأظافر يمكن ملاحظتها بسهولة.

ثانياً: أبرز علامات سرطان الرئة التي قد تظهر على الأظافر

1. تعجّر الأظافر (Clubbing)

وهو أكثر العلامات شيوعاً التي قد ترتبط بسرطان الرئة.

في هذه الحالة، تصبح نهايات الأصابع منتفخة، ويظهر انحناء غير طبيعي في الأظافر بحيث تأخذ شكل القبة أو الملعقة المقلوبة.

ويحدث ذلك نتيجة نقص الأكسجين المزمن في الدم الناتج عن اضطرابات الرئتين أو القلب.

مظاهر التعجّر:

زيادة سمك أطراف الأصابع.

انحناء الأظافر نحو الأسفل.

ملمس ناعم أكثر من المعتاد في نهاية الظفر.

فقدان الزاوية الحادة بين الظفر والجلد المحيط به.

هذا العرض لا يقتصر على سرطان الرئة فقط، لكنه يُعتبر علامة مقلقة تستوجب فحصاً طبياً فورياً.

2. تغيّر لون الأظافر

قد تلاحظ أن الأظافر أصبحت باهتة أو مزرقة قليلاً (لون سماوي)، وهي علامة على أن الدم لا يحمل كمية كافية من الأكسجين.

وفي بعض الحالات المتقدمة من سرطان الرئة، قد يتحول لون الأظافر إلى الرمادي المزرق نتيجة ضعف إمداد الأنسجة بالأكسجين.

3. بطء نمو الأظافر وهشاشتها

ضعف الدورة الدموية الناتج عن تلف الرئتين يقلل من تدفق العناصر الغذائية إلى أطراف الجسم، مما يؤدي إلى هشاشة الأظافر وتقصفها أو بطء في نموها بشكل ملحوظ.

قد يصاحب ذلك جفاف في الجلد حول الأظافر وشعور ببرودة الأصابع.

4. ظهور خطوط أو بقع على الأظافر

في بعض الحالات، يمكن ملاحظة خطوط طولية أو عرضية على الأظافر، أو بقع بيضاء غريبة لا تزول مع الوقت. هذه التغيرات قد تشير إلى نقص مزمن في الأكسجين أو اضطرابات في الدم ناتجة عن أمراض الرئة.

ثالثاً: الأسباب العلمية وراء هذه العلامات

يرجع تعجّر الأظافر وتغير لونها إلى نقص الأكسجين المزمن في أنسجة الجسم.

عندما تتأثر الرئتان بورم سرطاني، يقلّ تبادل الأكسجين وثاني أكسيد الكربون، فيحاول الجسم تعويض النقص عن طريق زيادة تدفق الدم إلى الأطراف، مما يؤدي إلى تضخم الأوعية الدموية تحت الأظافر وتغيّر شكلها.

هذه العملية تُعرف طبيّاً باسم “Digital Clubbing” وهي من العلامات السريرية المهمة التي يعتمد عليها الأطباء لاكتشاف أمراض الجهاز التنفسي والقلب.

رابعاً: أمراض أخرى قد تسبب تغيرات مشابهة

ليس كل تغير في الأظافر يعني الإصابة بسرطان الرئة، فهناك حالات مرضية أخرى قد تُحدث نتائج مشابهة، مثل:

أمراض القلب المزمنة.

تليف الرئة أو الالتهاب الرئوي المزمن.

أمراض الكبد أو الجهاز الهضمي المتقدم.

فرط نشاط الغدة الدرقية في بعض الحالات.

لذلك، لا بد من الرجوع إلى الطبيب المختص لإجراء الفحوصات المناسبة وعدم الاعتماد على التشخيص الذاتي.

خامساً: متى يجب القلق واستشارة الطبيب؟

يُنصح بمراجعة الطبيب فوراً إذا لاحظت أحد التغيرات التالية:

زيادة سمك الأظافر أو انحناؤها بشكل غير طبيعي.

تحول لون الأظافر إلى الأزرق أو الرمادي.

تضخم أطراف الأصابع دون سبب واضح.

ظهور خطوط أو بقع ثابتة على الأظافر لفترة طويلة.

قد يطلب الطبيب إجراء أشعة على الصدر (X-ray) أو فحص مقطعي (CT Scan) لتحديد حالة الرئتين بدقة.

سادساً: الوقاية والفحص المبكر

الإقلاع عن التدخين هو الخطوة الأهم لتقليل خطر الإصابة بسرطان الرئة.

اتباع نظام غذائي غني بمضادات الأكسدة لدعم صحة الخلايا.

الفحص الدوري للرئتين، خصوصاً للأشخاص فوق سن الأربعين أو المدخنين لفترات طويلة.

مراقبة أي تغيرات جسدية غير معتادة، مثل فقدان الوزن أو السعال المزمن أو تغير شكل الأظافر.

إن ملاحظة تغيرات بسيطة في الأظافر قد تكون مفتاحاً مهماً لاكتشاف سرطان الرئة في مراحله الأولى، وهو ما يمنح المريض فرصة أكبر للعلاج والشفاء.