سحر “الغرغرة بالماء والملح”.. العلم يفسر كيف تعالج التهاب الحلق؟
تُعد آلام الحلق من أكثر المتاعب الصحية شيوعاً التي تواجهنا في عام 2025، خاصة مع التغيرات المناخية وانتشار الفيروسات التنفسية الموسمية. وبالرغم من التطور الهائل في الأدوية الكيميائية، تظل “الغرغرة بالماء والملح” هي الوصفة الطبية المنزلية الأولى التي يوصي بها كبار الأطباء حول العالم. الحقيقة أن هذه الطريقة ليست مجرد “علاج شعبي” متوارث، بل هي وسيلة تعتمد على مبدأ علمي يُسمى “الخاصية الأسموزية”؛ حيث يعمل المحلول الملحي عالي التركيز على سحب السوائل الزائدة والمخاط من الأنسجة الملتهبة والمورمة في الحلق، مما يؤدي إلى انكماش التورم وتخفيف الشعور بالألم والضغط فوراً، كما أنها تجعل البيئة في مؤخرة الحلق غير صالحة لنمو البكتيريا والفيروسات.
لإعداد هذه الغرغرة بشكل طبي صحيح، ينصح الخبراء بإذابة نصف ملعقة صغيرة من الملح في كوب كامل من الماء الدافئ (حوالي 240 مل). السر يكمن في درجة حرارة الماء؛ فيجب أن يكون “دافئاً” لزيادة تدفق الدم إلى منطقة الحلق وتحفيز الخلايا المناعية، وليس “ساخناً” لدرجة قد تسبب حروقاً تزيد من سوء الحالة. عند القيام بالغرغرة، يجب إمالة الرأس للخلف والسماح للمحلول بالوصول إلى أقصى نقطة في الحلق مع إصدار صوت الغرغرة لمدة 30 ثانية على الأقل، ثم بصق المحلول للخارج تماماً. تكرار هذه العملية من 3 إلى 4 مرات يومياً يساعد بشكل فعال في تطهير اللوزتين ومنع تطور الالتهاب البسيط إلى عدوى بكتيرية حادة قد تتطلب مضادات حيوية.
علاوة على ذلك، تعمل الغرغرة بالماء والملح كمنظف طبيعي للممرات التنفسية، حيث تساهم في إذابة البلغم العالق الذي يسبب الكحة المزعجة. وفي ظل انتشار المتحورات الفيروسية الحديثة، أثبتت الدراسات أن الأشخاص الذين يواظبون على الغرغرة عند أول شعور بـ “حكة” أو “جفاف” في الحلق، يقللون من مدة مرضهم بنسبة تصل إلى 40%. كما أنها وسيلة آمنة جداً للأطفال (فوق سن السادسة) وللحوامل والرضع الذين يمنع عليهم تناول معظم الأدوية المسكنة. إنها أداة بسيطة، غير مكلفة، ومتاحة في كل مطبخ، لكن فاعليتها في حماية الجهاز التنفسي العلوي تجعلها ضرورة لا غنى عنها في خزانة الإسعافات الأولية المنزلية لكل أسرة تسعى للوقاية والتعافي السريع.




