النظام الغذائي المثالي لمرضى الصدفية.. دليلك للسيطرة على الالتهابات

صحة

النظام الغذائي المثالي لمرضى الصدفية.. دليلك للسيطرة على الالتهابات

تعد الصدفية مرضاً مناعياً مزمناً يتسبب في تسارع دورة حياة خلايا الجلد، مما يؤدي إلى تراكمها على السطح في شكل قشور فضية وبقع حمراء ملتهبة. وفي عام 2025، يؤكد خبراء التغذية العلاجية أن ما نتناوله يؤثر مباشرة على نشاط الجهاز المناعي، وبالتالي على حدة أعراض الصدفية. يعتمد النظام الغذائي المثالي هنا على مبدأ “مكافحة الالتهاب”، حيث يتصدر زيت الزيتون البكر الممتاز والأسماك الدهنية مثل السلمون والماكريل قائمة الأطعمة الضرورية، نظراً لغناها بأحماض أوميغا-3 التي تعمل على تقليل إنتاج المواد الكيميائية الالتهابية في الجسم، مما يساهم في تهدئة الجلد وتقليل الحكة والاحمرار بشكل ملحوظ. كما تلعب الخضروات الورقية الداكنة مثل السبانخ والبروكلي دوراً حاسماً بفضل احتوائها على مضادات أكسدة قوية تحمي خلايا الجلد من التلف وتدعم تجددها بشكل صحي بعيداً عن التكاثر العشوائي المفرط.

وبالإضافة إلى التركيز على الأطعمة المفيدة، يتطلب النظام الغذائي الناجح قائمة استبعاد صارمة للمواد التي تثير تهيج الجلد وتزيد من وتيرة النوبات. يأتي السكر المكرر والدقيق الأبيض على رأس هذه القائمة، حيث يسببان ارتفاعاً مفاجئاً في مستويات الإنسولين، مما يحفز الالتهابات في كامل الجسم ويجعل بقع الصدفية أكثر تهيجاً. كما ينصح الأطباء بتقليل تناول اللحوم الحمراء والألبان كاملة الدسم لاحتوائها على أحماض دهنية معينة تُعرف بتنشيطها لمسارات الالتهاب الجلدي. وفي كثير من الحالات، يجد المرضى تحسناً مذهلاً عند اتباع نظام غذائي خالٍ من الغلوتين، حيث توجد علاقة وثيقة في بعض الأجسام بين حساسية الأمعاء ونشاط المناعة الذاتية. إن استبدال الوجبات السريعة والمصنعة بأطعمة طبيعية يساعد في موازنة بكتيريا الأمعاء (الميكروبيوم)، والتي ثبت أنها تتحكم في جزء كبير من استجابة الجهاز المناعي وتفاعلات الجلد الخارجية.

ولا يكتمل هذا النظام دون الاهتمام بالترطيب الداخلي وتناول العناصر الدقيقة التي تعيد بناء حاجز الجلد المفقود؛ فشرب كميات وفيرة من الماء يضمن بقاء الجلد مرناً ويقلل من جفاف القشور المؤلمة. كما يُنصح بإدراج بذور الكتان والجوز كمصادر نباتية للدهون الصحية، وتناول الفواكه الملونة مثل التوت والرمان التي تقوي جدران الأوعية الدموية وتمنع الالتهابات الجلدية المتكررة. يؤكد الخبراء أيضاً على أهمية فيتامين (د) الذي يمكن الحصول عليه من البيض والفطر، حيث يعمل هذا الفيتامين كمنظم طبيعي للجهاز المناعي ويمنع النمو السريع لخلايا الجلد. الالتزام بهذا النمط الغذائي المتوازن ليس مجرد وسيلة لفقدان الوزن، بل هو خطة علاجية طويلة الأمد تهدف إلى تحويل الجسم من بيئة ملتهبة إلى بيئة متعافية، مما يقلل الحاجة للأدوية الكيميائية القوية ويمنح المريض جودة حياة أفضل وبشرة أكثر صفاءً وهدوءاً