أضرار النوم الكثير: هل تدمر صحتك وأنت لا تدري؟

صحة

أضرار النوم الكثير: هل تدمر صحتك وأنت لا تدري؟

يُعد النوم جزءًا حيويًا من حياتنا، ضروريًا لتجديد الطاقة، إصلاح الخلايا، وتعزيز الوظائف المعرفية. ومع ذلك، بينما يُنصح عادةً بثماني ساعات من النوم للبالغين، فإن الاعتقاد الشائع بأن “المزيد أفضل” لا ينطبق دائمًا على النوم. في الواقع، يمكن أن يؤدي الإفراط في النوم، أو النوم لساعات طويلة بشكل منتظم، إلى مجموعة من الآثار الصحية السلبية، تمامًا كما يفعل الحرمان من النوم، في هذه المقالة سنتعرف على أضرار النوم الكثير.

ما هو النوم الكثير؟

أضرار النوم الكثير، يختلف تعريف “النوم الكثير” قليلاً باختلاف الأفراد، ولكن بشكل عام، يُعتبر النوم لأكثر من 9-10 ساعات بانتظام للبالغين مؤشرًا على الإفراط في النوم. يجب التمييز بين فترات النوم الطويلة العرضية التي قد تحدث بعد فترات من الحرمان من النوم أو المرض، وبين النمط المستمر للنوم الزائد.

المخاطر الصحية المرتبطة بالنوم الزائد

يمكن أن يرتبط الإفراط في النوم بعدة مشكلات صحية، بعضها خطير:

1. زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية

تشير الدراسات إلى وجود علاقة بين النوم المفرط وزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب التاجية والسكتة الدماغية. قد يؤثر النوم الزائد على وظيفة الأوعية الدموية ويزيد من الالتهاب، مما يساهم في هذه المخاطر.

2. السكري من النوع الثاني

يرتبط النوم لساعات طويلة بزيادة خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني. يُعتقد أن النوم الزائد يؤثر على حساسية الأنسولين ويؤدي إلى مقاومة الأنسولين، مما يعوق قدرة الجسم على تنظيم مستويات السكر في الدم بشكل فعال.

3. زيادة الوزن والسمنة

قد يؤدي الإفراط في النوم إلى زيادة الوزن والسمنة. يمكن أن يؤثر على عملية الأيض، مما يجعل الجسم يحرق سعرات حرارية أقل. كما أنه قد يقلل من النشاط البدني ويؤدي إلى نمط حياة أكثر خمولاً، مما يساهم في تراكم الدهون.

4. الاكتئاب والقلق

في حين أن قلة النوم غالبًا ما ترتبط بالاكتئاب، فإن الإفراط في النوم يمكن أن يكون مؤشرًا على الاكتئاب أو يسهم فيه. يمكن أن يؤدي النوم المفرط إلى الشعور بالخمول، نقص الطاقة، والعزلة الاجتماعية، مما يفاقم الأعراض الاكتئابية.

5. آلام الظهر والصداع

قد يعاني الأشخاص الذين ينامون كثيرًا من آلام الظهر. قد يؤدي قضاء وقت طويل في السرير إلى تفاقم آلام الظهر الموجودة أو التسبب في آلام جديدة بسبب نقص الحركة وتوتر العضلات. كذلك، يمكن أن يسبب النوم الزائد الصداع، المعروف باسم “صداع النوم الزائد”، والذي قد يكون نتيجة لتغيرات في مستويات الناقلات العصبية في الدماغ.

6. ضعف الوظائف الإدراكية

على الرغم من أن النوم ضروري للوظائف المعرفية، إلا أن الإفراط فيه يمكن أن يؤدي إلى تأثير معاكس. قد يلاحظ الأشخاص الذين ينامون كثيرًا صعوبة في التركيز، بطء في رد الفعل، وضعف في الذاكرة.

7. انخفاض الخصوبة

تشير بعض الدراسات إلى أن أنماط النوم غير المنتظمة، بما في ذلك النوم المفرط، قد تؤثر سلبًا على الخصوبة لدى كل من الرجال والنساء.

أسباب النوم الزائد

قد لا يكون الإفراط في النوم دائمًا خيارًا، بل قد يكون مؤشرًا على مشكلة صحية كامنة. من الأسباب المحتملة للنوم الزائد:

الاكتئاب أو القلق: كما ذكرنا سابقًا، يمكن أن يكون النوم المفرط عرضًا لهذه الحالات.

انقطاع النفس النومي: اضطراب يتوقف فيه التنفس بشكل متكرر أثناء النوم، مما يؤدي إلى نوم غير منعش وحاجة الجسم للنوم لساعات أطول للتعويض.

متلازمة التعب المزمن: حالة تتميز بالتعب الشديد الذي لا يتحسن بالراحة.

قصور الغدة الدرقية: نقص هرمونات الغدة الدرقية يمكن أن يسبب التعب المفرط.

بعض الأدوية: يمكن أن تسبب بعض الأدوية، مثل مضادات الهيستامين والمهدئات، النعاس المفرط.

الخدار (Narcolepsy): اضطراب عصبي مزمن يسبب النعاس المفرط خلال النهار.

التعب الناتج عن نمط الحياة: قد ينام البعض كثيرًا بسبب الإرهاق الشديد من العمل الشاق أو نمط الحياة المجهد.

متى يجب استشارة الطبيب؟

إذا كنت تنام أكثر من 9 ساعات بانتظام وتشعر بالتعب المستمر، أو إذا لاحظت أيًا من الأعراض المذكورة أعلاه، فمن المهم استشارة الطبيب. سيقوم الطبيب بتقييم تاريخك الصحي، وإجراء الفحوصات اللازمة لتحديد السبب الكامن وراء النوم المفرط، وتقديم العلاج المناسب.

نصائح لتحسين عادات النوم

إذا لم يكن هناك سبب طبي كامن للنوم الزائد، فقد تساعدك بعض التغييرات في نمط الحياة على تنظيم ساعات نومك:

الحفاظ على جدول نوم ثابت: حاول الذهاب إلى الفراش والاستيقاظ في نفس الوقت كل يوم، حتى في عطلات نهاية الأسبوع.

خلق بيئة نوم مثالية: اجعل غرفة نومك مظلمة، هادئة، وباردة.

تجنب الكافيين والكحول قبل النوم: يمكن أن يؤثرا سلبًا على جودة النوم.

النشاط البدني المنتظم: ممارسة الرياضة بانتظام يمكن أن تحسن نوعية النوم، ولكن تجنب التمارين الشديدة قبل النوم مباشرة.

الحد من القيلولة الطويلة: إذا كنت تأخذ قيلولة، اجعلها قصيرة (20-30 دقيقة) وتجنبها في وقت متأخر من اليوم.

الحد من وقت الشاشة قبل النوم: يمكن أن يؤثر الضوء الأزرق المنبعث من الأجهزة الإلكترونية على إنتاج الميلاتونين، هرمون النوم.

في الختام، بينما يعد النوم ضرورة قصوى للصحة الجيدة، فإن التوازن هو المفتاح. الإفراط في النوم يمكن أن يكون له آثار سلبية كبيرة على الصحة البدنية والعقلية، تمامًا مثل الحرمان من النوم. الاستماع إلى جسدك والبحث عن المساعدة المهنية عند الضرورة يمكن أن يساعدك في تحقيق التوازن الصحيح والحفاظ على رفاهيتك.