«ماما.. أنا بحب» .. ابنتي تُحب زميلها في المدرسة.. ماذا أفعل
بقلم الكاتبة الروائية: سها العسكري
كثير من الأمهات تقفن مكتوفات الأيدي أمام هذه الظاهرة، التي هي سمة من سمات عصر السرعة في كل شيء، حتى في المشاعر التي تنضُج سريعًا، ويبدأ الاحتياج للحب مُبكرًا، وقبل أي شيء، تذكري عزيزتي الأم أن هذه المرحلة مرّت عليكِ، فإنك لم تُخلقي أمًا، بل كنتِ في فترة من حياتك طفلة مراهقة حالمة، يشتاق قلبك للمسة دافئة، أو ابتسامة من ابن الجيران، أو نظرة من زميل المدرسة، في سن أولادك كانت أبواب قلبك مفتوحة للحب، فلا تمارسين دور الأم التي تنظر للحب بمفهوم الخوف على ابنتها ومنعها من الفطرة التي خلقنا الله عليها، فإن ابنتك تحتاج لنصحك وإرشاداتك من مُنطلق خبرتك بالحياة.
فهناك نوعان من تصرف الأولاد/ البنات حين يدق قلبهم ويشعرون بالحب للمرة الأولى.. فهناك أطفال يبوحون للأم بما يشعرون به، وأطفال آخرون يُفضلون الكتمان، وهذا يرجع لمدى قُرب الطفل من الأم.
النوع الأول:
«ماما أنا معجبة وبحب زميلي في المدرسة»
هذا اعتراف جريء من طفلة قد يصدم الأم أو يمكن للأم أن تواجههُ بالمزاح والضحك، فاحذري عزيزتي الأم أن يتسبب رد فعلك في مشكلة كبيرة لابنتك، لذلك دعينا نساعدك في كيفية حسن التصرف في حالة إفصاح طفلتك لكِ بحبها.
1- رد إيجابي وأخذ الأمر ببساطة
من الخطأ أن يكون رد الفعل لدى الأم سلبيًا، فهذا قد يُحدث خللًا لدى البنت عن مفهوم الحب وأيضًا الخوف منه، كما يمكن أن يخلق لديها شعورًا بالعِند لأن «الممنوع مرغوب»، ومن الممكن أن تفقدي طفلتك كصديقة، بل في الأغلب سوف تتجه للكذب لإخفاء ما تشعر به.
حاولي عزيزتي الأم أن تستقبلي هذا الاعتراف بهدوء، وممكن أن يكون ردك عليها أن هذا شعور لطيف، وأنها إنسانة جميلة في العموم، فمن الطبيعي أن تحب أصدقاءها وهم أيضًا يحبونها.. فلا تشعرين بالهلع عزيزتي الأم، فهذا أمر طبيعي،
بل أيضًا يدل على أن طفلتك سوية ووارد جدًا حدوث هذا الأمر، ويُفضل أن تسألي طفلتك عن الشيء الذي شدّها تجاه زميلها، وأيضًا تمدحين هذه الصفة الإيجابية الموجودة في هذا الصديق، ومن الممكن أن تُعطيها جملًا تشجيعية مثل «أحسنتِ.. فيجب أن تُقدمي الحب لكل أصدقائك وصديقاتك الذين يحملون صفات إيجابية»، فبهذا قد تكونين ساعدتِ في برمجة طفلتك أن تقدم الحب للولاد والبنات.
2- مصاحبة الطفل وبناء الثقة
لا تُقللين عزيزتي الأم من أي مشاعر يكشفها لكِ طفلك، فالحب لا يفرق بين كبير وصغير، فعليكِ احتواءُه وأن تكوني مصدر ثقة له، فإن إفشاء أسرار طفلك العاطفية أمر سيئ سيُفقده الثقة بنفسه وبكِ.
النوع الثاني:
وهم الأطفال الذين يُفضلون الكتمان، حين يشعرون بالحب للمره الأولى.. كيف تعرف الأم أن ابنتها تشعر بالحب تجاه زميلها؟
1- سرحان طوال الوقت
شرود للعقل بين لحظة وأخرى، وعدم تركيز، خاصة في الدراسة، فهذه هي العلامة الأولى لاحتلال الحب قلبها.
2- ابتسامة مرسومة على وجهها
وكأن الله ربط الحب بالسعادة، فالبنات في هذه السن إذا شعرت بالحب نُلاحظ ابتسامة لا تفارق شفتيها، وكأنها مُحرجة من شيء ما لا تقوى علي حكيُه.
وفي العموم، إليكِ عزيزتي الماما الحل وكيفية التعامل مع شعور أبنائك بالحب لأول مرة في عِدة نقاط مهمة:
1- لا بد من إشباع العاطفة والقرب النفسي من طفلتك حتى لا تلجأ لمصدر آخر للحصول على تلك العاطفة.
2- فتح باب الحوار والبوح بالأسرار والفضفضة، وجعلها أسلوب حياة بين الأم وأبنائها.
3- شغل وقت فراغ الطفل بأشياء مُمتعة حتى نُبعد عن تفكيره الشعور بالحب إلى أن يتم السن المناسبة لهذا الشعور.