تُعد بذور الشيا من أكثر الأطعمة شهرة في عالم التغذية الصحية في السنوات الأخيرة، إذ يُروَّج لها ككنز طبيعي مليء بالألياف، والأوميغا-3، والبروتينات النباتية. لكن، وعلى الرغم من فوائدها العديدة، فإن لهذه الحبوب الصغيرة وجهًا آخر قد لا يتحدث عنه الكثيرون، إذ يمكن أن تُسبب بعض الأضرار أو التأثيرات الجانبية غير المرغوبة عند تناولها بكميات كبيرة أو في حالات معينة.
في هذا المقال سنتناول أضرار بذور الشيا بالتفصيل، مع توضيح الحالات التي يُنصح فيها بتجنبها أو توخي الحذر في استهلاكها.
أولًا: مشاكل في الجهاز الهضمي
رغم أن بذور الشيا غنية بالألياف، إلا أن هذه الميزة يمكن أن تتحول إلى سلاحٍ ذي حدّين.
الإفراط في تناول الألياف يؤدي إلى انتفاخ البطن، والغازات، والإمساك الشديد أحيانًا، خاصة لدى الأشخاص الذين لا يتناولون كميات كافية من الماء.
قد تتسبب الألياف أيضًا في تفاقم أعراض القولون العصبي أو مشاكل الجهاز الهضمي المزمنة عند بعض الأشخاص.
من المهم دائمًا نقع بذور الشيا في الماء أو الحليب قبل تناولها لتجنّب انسداد الأمعاء أو الشعور بالانزعاج الهضمي.
ثانيًا: خطر الاختناق أو انسداد المريء
عند تناول بذور الشيا جافة، فإنها تمتص كميات كبيرة من الماء وتنتفخ بسرعة داخل الجهاز الهضمي، مما قد يؤدي إلى خطر انسداد المريء أو الاختناق، خصوصًا لدى الأطفال أو كبار السن.
لذلك يُنصح دائمًا بخلطها مع السوائل وتركها لتنتفخ قليلًا قبل استهلاكها.
ثالثًا: تأثيرها على ضغط الدم وتجلط الدم
تحتوي بذور الشيا على نسبة مرتفعة من أحماض أوميغا-3 الدهنية، وهي مفيدة للقلب، لكنها قد تُسبب تأثيرات سلبية في حالات معينة:
يمكن أن تؤدي إلى ترقق الدم، مما يزيد من خطر النزيف لدى الأشخاص الذين يتناولون أدوية مميعة للدم مثل “الوارفارين” أو “الأسبرين”
كما أنها قد تُخفض ضغط الدم بشكلٍ ملحوظ عند تناولها بكميات كبيرة، وهو أمر غير محبّذ لمرضى انخفاض الضغط.
رابعًا: الحساسية من بذور الشيا
رغم ندرتها، إلا أن الحساسية تجاه بذور الشيا ممكنة وتظهر على شكل:
طفح جلدي أو حكة.
تورّم في الوجه أو اللسان.
صعوبة في التنفس أو البلع.
وفي حال ظهور أي من هذه الأعراض، يجب التوقف فورًا عن تناولها واستشارة الطبيب.
خامسًا: اضطراب مستوى السكر في الدم
على الرغم من أن بذور الشيا قد تُساعد على تنظيم سكر الدم، فإن الإفراط في تناولها قد يؤثر سلبًا على امتصاص بعض الأدوية الخاصة بالسكري أو يسبب هبوطًا مفاجئًا في مستوى الجلوكوز لدى بعض الأشخاص.
لذلك، يُفضّل أن يتم استهلاكها بحذر وتحت إشراف طبي في حال تناول أدوية لضبط السكر.
سادسًا: زيادة الوزن عند الإفراط في تناولها
يعتقد البعض أن بذور الشيا تُساعد دائمًا على إنقاص الوزن، لكن الحقيقة أن السعرات الحرارية فيها ليست قليلة.
فملعقتان كبيرتان تحتويان على نحو 140 سعرة حرارية، ومع الإفراط في استخدامها ضمن النظام الغذائي قد تؤدي إلى زيادة الوزن بدلًا من خفضه.
سابعًا: التفاعل مع الأدوية
من أبرز الأخطاء الشائعة أن البعض يتناول بذور الشيا مع أدويته مباشرة، وهذا قد يؤدي إلى تداخل في الامتصاص الدوائي، خاصة مع أدوية القلب والسكري والضغط.
لذا يُنصح بترك فاصل زمني لا يقل عن ساعتين بين تناول بذور الشيا وأي نوع من الأدوية.
نصيحة ختامية:
بذور الشيا ليست عدوًّا للجسم، لكنها كأي طعام غني بالمغذيات تحتاج إلى توازن واعتدال في تناولها.
الجرعة المناسبة لمعظم الأشخاص هي ملعقة إلى ملعقتين يوميًا فقط، بشرط أن تكون منقوعة جيدًا ومصحوبة بكمية كافية من الماء.
الخلاصة
رغم شهرتها كأحد “الأطعمة الخارقة”، إلا أن بذور الشيا تُخفي وراء فوائدها الرائعة بعض الأضرار التي يجب الحذر منها. فهي لا تناسب الجميع، خصوصًا من يعانون من مشاكل في الجهاز الهضمي، أو ضغط الدم المنخفض، أو يتناولون أدوية مميعة للدم.



