النعاس المستمر أثناء النهار .. هل يدل على مشكلة صحية مقلقة ؟
كشف باحثون من جامعة كاليفورنيا عن وجود ارتباط بين النعاس أثناء النهار وزيادة خطر الإصابة بالخرف لدى النساء المسنات، حيث يتضاعف هذا الخطر.
يعد النوم أساسياً لصحة الجهاز العصبي وتجديد الخلايا، بالإضافة إلى تعزيز تخزين الذكريات والمعلومات الجديدة. ومع ذلك، يمكن أن يؤثر الخرف في هذه العملية، مما يعني أن الأشخاص الذين يحصلون على ثماني ساعات من النوم ليلاً قد لا يحققون الراحة المطلوبة.
توصل الباحثون إلى هذه العلاقة، رغم أنهم لم يستطيعوا تحديد ما إذا كان النوم السيئ هو ما يسبب الخرف عن طريق تعطيل عمليات إزالة النفايات وتجديد الخلايا في الدماغ أثناء النوم، أم أن تدهور الدماغ هو ما يؤدي إلى قلة جودة النوم.
وأوضحت الدكتورة “يوي لينغ”، عالمة الأوبئة في جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو، والمتخصصة في دراسة العلاقة بين النوم وتدهور الجهاز العصبي لدى كبار السن، قائلةً: “تشير دراستنا إلى أن مشاكل النوم قد تكون مرتبطة بتراجع القدرات المعرفية مع تقدم العمر، وقد تكون مؤشراً مبكراً أو عاملاً مهماً في خطر الإصابة بالخرف لدى النساء في الثمانينيات.”
وقد قام باحثون من جامعتي كاليفورنيا في سان فرانسيسكو وسان دييغو بتحليل بيانات من دراسة كسور هشاشة العظام (SOF) التي شملت نساء تتراوح أعمارهن بين 65 عاماً فأكثر من مدن مثل بالتيمور ومينيابوليس وبيتسبرغ وبورتلاند بين عامي 1986 و1988.
تابعت الدراسة 733 امرأة بمتوسط عمر 83 عاماً في البداية على مدى عدة عقود، ولم تظهر أي من المشاركات علامات ضعف إدراكي في بداية الدراسة.
اعتمد الباحثون على أجهزة “أكتيغراف” التي تلبس على المعصم لقياس الحركة باستخدام مستشعرات وتسجل أنماط النوم والاستيقاظ بشكل مستمر. ارتدت النساء هذه الأجهزة لمدة ثلاثة أيام في بداية ونهاية الدراسة، كما أجرى الباحثون اختبارات إدراكية بشكل دوري طوال فترة الدراسة.
أظهرت النتائج أن أكثر من ثلث النساء عانين من تراجع في جودة النوم الليلي، بينما شهدت 21% منهن زيادة في النعاس خلال النهار. بشكل عام، عانت أكثر من نصف النساء من أنماط نوم سيئة على مدى خمس سنوات. وأصيب أكثر من 22% من النساء بضعف إدراكي خلال فترة المتابعة التي استمرت خمس سنوات، بينما تم تشخيص 13% منهن بالخرف.
ووجد الباحثون أن النساء اللاتي عانين من هذه الأنماط السيئة للنوم كان لديهن خطر أكبر للإصابة بالخرف بنسبة تتراوح بين ضعف وثلاثة أضعاف مقارنة بالنساء اللاتي تمتعن بنوم منتظم. وحتى بعد تعديل النتائج وفقاً للعمر والتعليم والعرق، ظل خطر الإصابة بالخرف المرتبط بالنعاس أثناء النهار ضعف المعدل الطبيعي.
باستخدام بيانات “الأكتيغراف”، استطاع الباحثون أيضاً رصد كيفية تغير عادات النوم مع تقدم النساء في العمر. أظهرت المجموعات التي عانت من تدهور جودة النوم وزيادة النعاس نمطاً متزايداً من النوم خلال النهار، وضعفاً في الإيقاع اليومي وتدهوراً مستمراً في جودة النوم.