أسباب هبوط ضغط الدم: أسباب خفية وراء شعورك المستمر بالدوخة والإغماء!
يُعد ضغط الدم من المؤشرات الحيوية المهمة لصحة الجسم، وهو القوة التي يمارسها الدم على جدران الشرايين أثناء تدفقه. يُعتبر ضغط الدم طبيعيًا في حدود معينة، ولكن عندما ينخفض عن المعدل الطبيعي (90/60 ملم زئبقي) فإنه يُعرف بـ “هبوط ضغط الدم” أو “انخفاض ضغط الدم” (Hypotension). وفي بعض الحالات، قد لا يسبب هذا الانخفاض أي أعراض، ولكنه يصبح مقلقاً عندما يؤدي إلى عدم وصول كمية كافية من الدم والأكسجين إلى الأعضاء الحيوية مثل الدماغ، مما يسبب أعراضاً مثل الدوخة والإغماء.
أسباب هبوط ضغط الدم
تتنوع أسباب هبوط ضغط الدم وتتفاوت في شدتها، ويمكن أن تكون ناتجة عن عوامل بسيطة أو حالات صحية خطيرة. يمكن تقسيم الأسباب الرئيسية إلى مجموعات لتسهيل فهمها:
1. العوامل المؤقتة والسلوكية
تعتبر هذه الأسباب الأكثر شيوعاً وعادة ما تكون مؤقتة وتختفي عند معالجة العامل المسبب:
الجفاف: يُعد الجفاف أحد أبرز أسباب هبوط الضغط، حيث يؤدي نقص السوائل في الجسم إلى انخفاض حجم الدم، وبالتالي انخفاض الضغط. يمكن أن يحدث الجفاف بسبب القيء، الإسهال، الحمى، التعرق المفرط، أو عدم شرب كميات كافية من الماء.
الحمل: خلال الأسابيع الأولى من الحمل، يحدث توسع في الأوعية الدموية في جسم المرأة، مما يؤدي إلى انخفاض طبيعي ومؤقت في ضغط الدم. عادة ما يعود الضغط إلى طبيعته بعد الولادة.
الوقوف المفاجئ (هبوط الضغط الانتصابي): يحدث هذا النوع من هبوط الضغط عند الوقوف بسرعة بعد الجلوس أو الاستلقاء. يرجع السبب إلى عدم قدرة الجهاز العصبي اللاإرادي على التكيف بسرعة مع التغير في وضعية الجسم، مما يؤدي إلى تجمع الدم في الساقين وانخفاض تدفقه إلى الدماغ، مسبباً الدوخة أو الدوار.
بعد تناول الطعام (هبوط الضغط بعد الأكل): بعد تناول وجبة كبيرة، يتدفق الدم بشكل كبير إلى الجهاز الهضمي للمساعدة في عملية الهضم، مما يقلل من تدفق الدم إلى باقي أجزاء الجسم، خاصة الدماغ، ويسبب انخفاضاً مؤقتاً في الضغط.
2. الحالات الصحية والأمراض
قد يكون هبوط ضغط الدم علامة على وجود حالة صحية كامنة تتطلب اهتماماً طبياً:
مشاكل القلب والأوعية الدموية: يعتبر القلب المحرك الرئيسي لضغط الدم. أي خلل في وظيفته يمكن أن يؤدي إلى هبوط الضغط. من أمثلة ذلك:
قصور القلب: عندما لا يستطيع القلب ضخ الدم بكفاءة.
النوبة القلبية: التي تسبب ضرراً لعضلة القلب.
مشاكل صمامات القلب: التي تؤثر على تدفق الدم.
بطء القلب: انخفاض معدل ضربات القلب عن المعدل الطبيعي.
مشاكل الغدد الصماء: تلعب الهرمونات دوراً حيوياً في تنظيم ضغط الدم. أي اضطراب في الغدد الصماء يمكن أن يسبب هبوط الضغط، مثل:
مرض أديسون: انخفاض إنتاج هرمونات الغدة الكظرية.
قصور الغدة الدرقية: انخفاض إفراز هرمونات الغدة الدرقية.
داء السكري: قد يؤثر على الأعصاب التي تتحكم في ضغط الدم.
نقص التغذية: يمكن أن يؤدي نقص بعض العناصر الغذائية الأساسية إلى هبوط الضغط. على سبيل المثال، يؤدي نقص فيتامين B12 أو حمض الفوليك أو الحديد إلى فقر الدم (الأنيميا)، وهي حالة لا ينتج فيها الجسم ما يكفي من خلايا الدم الحمراء، مما يقلل من كمية الأكسجين التي تصل إلى الأنسجة ويسبب هبوط الضغط.
العدوى الشديدة (الصدمة الإنتانية): عندما تنتشر عدوى بكتيرية في مجرى الدم، يمكن أن تفرز سموماً تؤدي إلى توسع الأوعية الدموية بشكل كبير، مما يسبب انخفاضاً حاداً وخطراً في ضغط الدم يعرف بـ “الصدمة الإنتانية”.
ردود الفعل التحسسية الشديدة (صدمة الحساسية المفرطة – Anaphylactic Shock): في حالات الحساسية المفرطة، يطلق الجسم مواد كيميائية تسبب توسع الأوعية الدموية بشكل سريع، مما يؤدي إلى هبوط مفاجئ وخطير في ضغط الدم.
3. الأدوية
بعض الأدوية قد تسبب هبوط ضغط الدم كأثر جانبي:
أدوية علاج ارتفاع ضغط الدم: مثل مدرات البول، وحاصرات ألفا، وحاصرات بيتا.
أدوية مرض باركنسون: مثل براميبكسول وليفودوبا.
بعض مضادات الاكتئاب: مثل مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات.
أدوية علاج ضعف الانتصاب.
4. العوامل الأخرى
الوراثة: قد يكون لدى بعض الأشخاص ضغط دم منخفض وراثياً دون وجود أي مشاكل صحية.
العمر: كبار السن أكثر عرضة لهبوط الضغط بسبب تراجع قدرة الجسم على تنظيم الضغط بشكل فعال، بالإضافة إلى تناولهم لعدة أدوية في نفس الوقت.
الحالات الطارئة: مثل النزيف الشديد الناتج عن إصابة أو حادث، والذي يؤدي إلى فقدان كمية كبيرة من الدم، مما يسبب انخفاضاً حاداً في الضغط.
متى يجب استشارة الطبيب؟
يجب استشارة الطبيب إذا تكرر هبوط الضغط، أو إذا كان مصحوباً بأعراض مقلقة مثل:
الدوخة والإغماء المتكرر.
عدم وضوح الرؤية.
تشتت الانتباه.
الضعف والإرهاق الشديد.
تسارع أو ضعف في نبضات القلب.
الشعور ببرودة وتعرق الجسم.
الخلاصة
إن فهم أسباب هبوط ضغط الدم يساعد في تحديد العلاج المناسب، سواء كان بتغيير نمط الحياة، أو تعديل الأدوية، أو معالجة الحالة الصحية الأساسية.




