في بيتنا مريض أورام

صحة

في بيتنا مريض أورام

د. أحمد رشاد

التشخيص بالأورام، صعوبة كبيرة للمرضى وذويهم، الذين يقع عليهم الكثير من المسئوليات والواجبات تجاه المريض.

ينتشر في مصر وبلادنا العربية كثير من التصرفات من أقارب مرضى الأورام وأحيانًا بعض الأطباء، الهدف الأساسي من هذه التصرفات هي حماية وراحة المريض، ولكن الواقع الذي نعيشه يؤكد لنا أن هذه التصرفات تؤدي إلى نتائج عكسية في بعض الأحيان قد تودي بحياة المريض؛ نستعرض جزءًا منها في هذا المقال والبدائل الأفضل، وسنستعرضها في صورة أمثلة من الواقع:

(١) «إحنا مش هنقول للمريض، لو عرف هيموت وهيرفض العلاج»
جملة متكررة في كل لقاء مع أقارب المرضى، لا يستطيع أحد إنكار فاجعة خبر مثل هذا، ولكن دعونا نستعرض بعض المشاكل التي قد تحدث بسببها:

أ- في أحيان كثيرة يوجد أكثر من اختيار للعلاج يستلزم مناقشتها مع المريض ليقرر أيها أفضل، علمًا بأن هذه الاختيارات تكون متقاربة من حيث النتائج الطبية.

ب- قد يرفض فعلًا المريض تضررًا من أعراضه الجانبية، التي قد ينظر لها في حالة معرفته، بأنها تضحية للشفاء من مرض عضال.

ج- في بعض الحالات تكون الإجراءات ذات المخاطر الأعلى نسبيًا، هي الإجراءات الأعلى في فرص الشفاء منه حق الاختيار.

د- في أحيان كثيرة يكون المريض على علم بكل شيء، وقد يشارك طبيبه المعلومة ويطلب منه عدم إعلام أقاربه بأنه يعرف، دائرة غير مبررة من الغموض، مٓن المستفيد؟

ذـ في بعض الأحيان يشخص المريض في مراحل أخيرة من مرضه، يمكن عنده ترتيبات دنيوية ودينية، إنت بتحرمه من كل ده.

كيف نقول لمريضنا؟
في الواقع هذا ليس دور أقارب المريض، ونتلقى في تدريبنا الأول كيف نوصل الأخبار السيئة بطريقة بسيطة و سهلة.
ما هو المطلوب من الأقارب؟
– الدعم النفسي.
– الإقرار بحق المريض في الحزن ولو قليلًا.

(2) «أنا قلت لها لو ما أكلتيش، العلاج مش هيجيب نتيجة والمناعة هتقع»
يجب العلم أن ضعف الشهية الذي يحدث للمريض أهم أسبابه، وجود الأورام نفسها، وأن الضغط على المريض لحثه على الأكل يزيد ويصعب حالته النفسية، لأنه ببساطة تنتهى بأنه هو السبب فيما يحدث له، كذلك لا توجد علاقة مباشرة بين الغذاء والمناعة.
الحل: تشجيع المريض على أكل وجبات قليلة جدًا، عدد مرات كثيرة، واستخدام المكملات الغذائية إذا لزم الأمر.

(3) «أنا شفت فيديو على النت بيحذرهم من أكل اللحوم والسكر لمريض السرطان»
تكلمنا في مقالة سابقة، أنه لا يوجد دليل ولو صغير عن علاقة أي نوع من الغذاء وزيادة نشاط الأورام.

(4) «أنا نصحته بالراحة التامة بعد العلاج الكيميائي»
على العكس تمامًا، ننصح مرضى الأورام الذين يتلقون العلاج الكيميائي أن يبقوا دائمًا نشيطين على قدر المستطاع، حتى إننا ننصح هؤلاء المرضى بالاستمرار في عمل خفيف، حيث إنها أفضل للحالة النفسية.

(5) «الدكتور كتب له قرص مسكن كل 8 ساعات بس أنا بعطيعطه عند اللزوم عشان مايحصلش إدمان»
يعانى حوالي 30-40% من مرضى الأورام من آلام تكون أحيانًا شديدة في المراحل المتأخرة، والعلاج بالمسكنات في هذه المرحلة مهم للغاية، وأحيانًا يجب استخدام أنواع المخدرات.

إيقاف المخدرات أو تعديل جرعتها لمريض بهذه المواصفات دون الرجوع للطبيب، هي جريمة متكاملة الأركان، وهذه بعض المعلومات المهمة عن استخدام المخدرات، مثل المورفين لمرضى الأورام:

1- الإدمان عادة لا يحدث لمرضى الأورام الذين في حاجة لمثل هذا العلاج.
2- إعطاء جرعات أقل من المطلوب يجعل السيطرة على الآلام في المستقبل صعبة جدًا.
3- آلام الأورام لا تتحسن تلقائيًا، ده مش صداع.
4- المتابعة مع طبيب مختص بالآلام لهؤلاء المرضى في غاية الأهمية.

نهاية، هذه نبذة صغيرة عما قد يفعله مقدم الرعاية «أخ، زوجة، أب، أم» لمريضه بمنتهى حسن النية، ولكن نتائجها تكون مضرة جدًا للمريض على المديين القصير والبعيد، وعليه يرجى دائمًا الرجوع للطبيب المعالج قبل أي شيء.