الفئات الأكثر عرضة للإصابة بالفشل الكلوي.. وكيفية الوقاية منه

صحة

يُعد الفشل الكلوي من أخطر الأمراض المزمنة التي تؤثر بشكل مباشر على صحة الإنسان وجودة حياته، إذ يؤدي إلى فقدان الكلى لقدرتها على أداء وظائفها الحيوية في تنقية الدم والتخلص من الفضلات والسوائل الزائدة. ومع ارتفاع معدلات الإصابة به عالميًا، تبرز أهمية معرفة الفئات الأكثر عرضة لهذا المرض وطرق الوقاية الفعالة.

أولًا: ما هو الفشل الكلوي؟

الفشل الكلوي هو حالة صحية تفقد فيها الكلى قدرتها على أداء وظائفها الأساسية، إما بشكل تدريجي (فشل كلوي مزمن)، أو فجائي (فشل كلوي حاد). ويترتب على ذلك تراكم السموم والسوائل في الجسم، مما يؤدي إلى أعراض خطيرة قد تهدد الحياة.

ثانيًا: الفئات الأكثر عرضة للإصابة بالفشل الكلوي

1. مرضى السكري

يُعد السكري، خاصة من النوع الثاني، السبب الرئيسي للإصابة بالفشل الكلوي المزمن. يؤدي ارتفاع مستويات السكر في الدم إلى تلف الأوعية الدموية الدقيقة في الكلى بمرور الوقت.

2. مرضى ارتفاع ضغط الدم

الضغط المرتفع يضر بالأوعية الدموية ويؤثر على تدفق الدم داخل الكلى، مما يسرّع من تدهور وظائفها ويزيد من خطر الإصابة بالفشل الكلوي.

3. مرضى القلب

تؤثر أمراض القلب، خاصة ضعف عضلة القلب، على كفاءة ضخ الدم إلى الكلى، مما يقلل من التروية الدموية ويؤدي إلى تراجع وظيفتها.

4. الأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة

ترتبط السمنة بزيادة خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم والسكري، وهما عاملان أساسيان في تطور الفشل الكلوي.

5. الأشخاص الذين يتناولون أدوية معينة لفترات طويلة

بعض الأدوية، مثل مضادات الالتهاب غير الستيرويدية (NSAIDs) والمضادات الحيوية القوية، قد تؤدي إلى تلف الكلى عند استخدامها بشكل مفرط أو دون إشراف طبي.

6. الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي لأمراض الكلى

العوامل الوراثية تلعب دورًا في بعض حالات الفشل الكلوي، مثل داء الكلى متعددة الكيسات.

7. كبار السن

مع التقدم في العمر، تقل كفاءة الكلى بشكل طبيعي، ما يجعل كبار السن أكثر عرضة لتطور القصور الكلوي، خاصة عند وجود أمراض مزمنة مرافقة.

8. المدخنون

التدخين يؤثر على تدفق الدم إلى الكلى، ويزيد من احتمالية الإصابة بأمراض الكلى المزمنة، ويقلل من فعالية العلاجات.

ثالثًا: علامات وأعراض تنذر بالفشل الكلوي

تورم في الساقين أو القدمين أو الوجه.

الإرهاق الشديد والضعف العام.

قلة التبول أو تغير لونه.

فقدان الشهية والغثيان.

ضيق في التنفس.

تشنجات عضلية.

الحكة المستمرة.

ارتفاع ضغط الدم غير المسيطر عليه.

رابعًا: طرق الوقاية من الفشل الكلوي

1. التحكم في ضغط الدم والسكر

قياس الضغط والسكر بانتظام.

تناول الأدوية الموصوفة بانتظام.

اتباع نظام غذائي منخفض الصوديوم والسكريات.

2. التغذية الصحية

تناول الفواكه والخضروات الطازجة.

تقليل الملح والبروتين الحيواني.

تجنب الأطعمة المصنعة والمعلبة.

3. شرب الماء بكمية كافية

الماء ضروري لتحسين عمل الكلى والمساعدة على طرد السموم من الجسم.

4. ممارسة الرياضة بانتظام

تُساهم الرياضة في الحفاظ على الوزن المثالي وتقليل ضغط الدم وتحسين الدورة الدموية.

5. الامتناع عن التدخين والكحول

الإقلاع عن التدخين والمشروبات الكحولية يقي الكلى من الأضرار طويلة الأمد.

6. تجنب الاستخدام العشوائي للأدوية

عدم تناول أي دواء دون استشارة الطبيب، خاصة أدوية المسكنات والمضادات الحيوية.

7. الفحوصات الدورية

خاصة لدى من لديهم عوامل خطر أو تاريخ عائلي، للكشف المبكر عن أي تراجع في وظائف الكلى.

خامسًا: نصائح خاصة لبعض الفئات المعرضة

للمرضى المزمنين: الالتزام بخطة العلاج ومتابعة الطبيب باستمرار.

للعاملين في بيئات تحتوي على مواد كيميائية: استخدام أدوات الوقاية والتقليل من التعرض للسموم.

للنساء الحوامل: المتابعة الطبية المستمرة لتجنب تسمم الحمل الذي قد يؤثر على الكلى.

خلاصة

الفشل الكلوي مرض خطير، لكنه يمكن تجنبه والوقاية منه عبر أسلوب حياة صحي ومراقبة مستمرة للمؤشرات الحيوية مثل ضغط الدم ومستوى السكر في الدم. وتُعد الوقاية خير من العلاج، خاصةً لأولئك الذين ينتمون للفئات المعرضة للخطر.

إذا تم التعامل مع عوامل الخطر بجدية، يمكن تفادي الكثير من المضاعفات وتحقيق حياة صحية ومستقرة